وفاة "شهيد الشهامة": رحيل الشاب عبد الله بعد إنقاذه سيدة مسنة من حريق فيصل
لفظ الشاب المصري عبد الله عاطف أنفاسه الأخيرة، مطلع شهر أكتوبر 2023، داخل مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، متأثراً بالإصابات البالغة التي لحقت به أثناء محاولته إنقاذ جارته المسنة من حريق مروع اندلع في عقار بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة. وتحولت قصة عبد الله، الذي لُقب بـ"شهيد الشهامة"، إلى أيقونة للتضحية والبطولة، حيث أثارت وفاته حالة من الحزن العميق في الشارع المصري وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

خلفية الحادث وعملية الإنقاذ البطولية
بدأت المأساة في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 2023، عندما شب حريق في أحد المباني السكنية بشارع العشرين بمنطقة فيصل. تصاعدت ألسنة اللهب والدخان بسرعة، وحاصرت النيران إحدى السيدات المسنات داخل شقتها، مما جعل خروجها أمراً مستحيلاً. في تلك اللحظات الحرجة، وبينما كان ينتظر الجميع وصول فرق الدفاع المدني، اتخذ الشاب عبد الله عاطف قراراً بطولياً.
دون تردد، خاطر عبد الله بحياته وصعد إلى شقة جارته المحاصرة بالنيران. تمكن بشجاعة من الوصول إليها وإخراجها من الشقة وإنقاذ حياتها، إلا أنه تعرض خلال عملية الإنقاذ لحروق بالغة غطت أكثر من 75% من جسده. تم نقله على الفور إلى المستشفى وهو في حالة حرجة للغاية، حيث بدأ معركة صعبة للبقاء على قيد الحياة.
المعركة من أجل الحياة وردود الفعل
على مدار عدة أيام، خضع عبد الله للعلاج في وحدة العناية المركزة بمستشفى أهل مصر، وهو مركز متخصص في علاج الحالات الحرجة من الحروق. وخلال هذه الفترة، انتشرت قصته بشكل واسع على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في مصر، حيث تعاطف معه الملايين وأطلقوا عليه ألقاباً مثل "بطل فيصل" و"شهيد الشهامة". تصدرت صوره والدعوات له بالشفاء المنشورات، وتحول إلى رمز للشجاعة والمروءة المتأصلة في المجتمع.
تفاعل عدد كبير من الشخصيات العامة والمواطنين مع قضيته، مطالبين بتكريمه وتقديم كافة أشكال الدعم لأسرته. وأصبحت حالته الصحية محور اهتمام الرأي العام، حيث كان الجميع يتابع تطوراتها بقلق وأمل.
الرحيل وتأثيره في المجتمع
رغم كل المحاولات الطبية لإنقاذه، تدهورت حالة عبد الله الصحية بشكل كبير نتيجة شدة الحروق وتأثيرها على وظائف الجسم الحيوية، وأعلن عن وفاته يوم السبت، 30 سبتمبر 2023، ليسدل الستار على قصته البطولية. خلّف خبر وفاته صدمة وحزناً كبيراً، وتحولت منصات التواصل إلى ساحة للعزاء والرثاء، حيث أشاد الجميع بتضحيته النبيلة التي جسدت أسمى معاني الإنسانية. اعتبر الكثيرون أن عبد الله لم يمت، بل ترك خلفه إرثاً من الشجاعة والتضحية بالنفس من أجل الآخرين، ليظل اسمه محفوراً في ذاكرة المصريين كنموذج مشرف للشباب.





