أسعار الذهب في مصر: تراجع كبير لعيار 21 اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025
شهدت أسواق الذهب في مصر انخفاضًا ملحوظًا في الأسعار خلال تعاملات يوم الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025، بعد فترة من الاستقرار النسبي دامت ليومين متتاليين. وجاء هذا التراجع مدفوعًا بشكل أساسي بهبوط سعر أونصة الذهب في البورصات العالمية، مما أثر مباشرة على الأسعار في السوق المحلي. وكان عيار 21، الأكثر انتشارًا وطلبًا في مصر، هو الأكثر تأثرًا، حيث فقد حوالي 125 جنيهًا مصريًا من قيمته للجرام الواحد في الصاغة.

تفاصيل تراجع الأسعار في السوق المحلي
عكست شاشات عرض الأسعار في محلات الصاغة المصرية التغيرات الجديدة التي طرأت على أسعار المعدن الأصفر. بعد الهبوط الأخير، سجلت الأعيرة المختلفة مستويات جديدة أثارت اهتمام كل من المستهلكين والمستثمرين. ويمكن تفصيل الأسعار التقريبية المسجلة بعد الانخفاض كما يلي:
- عيار 24: تراجع هذا العيار، الذي يُعتبر الأنقى، بشكل أكبر من حيث القيمة المطلقة، متأثرًا بالانخفاض العام للسوق.
- عيار 21: سجل انخفاضًا قدره 125 جنيهًا، وهو ما يمثل النسبة الأكبر من حيث التأثير على الجمهور نظرًا لكونه العيار الشعبي المستخدم في صناعة الحلي والمشغولات الذهبية الأكثر مبيعًا.
- عيار 18: شهد أيضًا تراجعًا في سعره، وإن كان بقيمة أقل من عيار 21، مما جعله خيارًا جذابًا للبعض الذين يفضلون التصميمات العصرية.
- الجنيه الذهب: انخفض سعر الجنيه الذهب، الذي يزن 8 جرامات من عيار 21، بقيمة تصل إلى حوالي 1000 جنيه مصري، مما يعكس حجم التراجع في سعر الجرام.
العوامل العالمية والمحلية وراء الانخفاض
يعود السبب الرئيسي وراء هذا الانخفاض الملحوظ في السوق المحلي إلى تراجع سعر الذهب في الأسواق العالمية. خلال تداولات اليوم، انخفض سعر الأونصة (الأوقية) في البورصات الدولية نتيجة لعدة عوامل اقتصادية عالمية. من أبرز هذه العوامل المحتملة هو صدور بيانات اقتصادية إيجابية من اقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة، الأمر الذي يعزز من قوة الدولار الأمريكي ويدفع المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى بدلاً من الملاذات الآمنة مثل الذهب.
عندما يرتفع مؤشر الدولار، يصبح الذهب المقوم بالعملة الأمريكية أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما يقلل من الطلب عليه عالميًا ويؤدي إلى انخفاض سعره. هذا التأثير العالمي ينتقل مباشرة إلى السوق المصري، حيث يتم تسعير الذهب محليًا بناءً على معادلة تأخذ في الاعتبار السعر العالمي للأونصة وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري في السوق الموازية، بالإضافة إلى هوامش العرض والطلب وتكاليف التصنيع (المصنعية).
التأثير على المستهلكين والمستثمرين في مصر
يمثل انخفاض أسعار الذهب فرصة للمشترين والمقبلين على الزواج لاقتناء الشبكة والمشغولات الذهبية بتكلفة أقل مقارنة بالأيام القليلة الماضية. غالبًا ما يؤدي هذا النوع من الانخفاضات إلى تنشيط حركة المبيعات في محلات الصاغة، حيث يستغل المستهلكون تراجع الأسعار للشراء. من ناحية أخرى، قد يثير هذا التراجع قلق المستثمرين الذين يحتفظون بالذهب كمخزن للقيمة أو أداة للتحوط ضد التضخم، وقد يدفع البعض منهم إلى التريث قبل اتخاذ قرارات بيع أو شراء جديدة، في انتظار استقرار السوق وتحديد اتجاهه المستقبلي. وينصح الخبراء دائمًا بالنظر إلى الاستثمار في الذهب كاستثمار طويل الأجل، حيث أن التقلبات قصيرة المدى هي سمة أساسية من سمات هذا السوق المتأثر بالعديد من المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.





