إسرائيل تمنح حماس مهلة لإعادة جثث المحتجزين وتلوح بتقديم المساعدات
كشفت تقارير إعلامية حديثة، صدرت يوم الخميس، عن أن إسرائيل أمهلت حركة حماس «عدة أيام» لإعادة جثث المواطنين الإسرائيليين الذين يُعتقد أنهم محتجزون في قطاع غزة. وتُشير التقارير إلى أن هذا الإنذار الأخير يأتي مصحوبًا بتلميحات إسرائيلية حول إمكانية زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر في حال استجابت حماس للمطلب. ويُسلط هذا التطور الضوء على تعقيدات المفاوضات الجارية بين الطرفين، والتي غالبًا ما تتم بوساطة دولية.

الخلفية التاريخية لمفاوضات الرهائن والمساعدات
تعود جذور هذه القضية إلى الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل واختطاف المئات من الإسرائيليين، بينهم جنود ومدنيون. ومنذ ذلك الحين، تحتل قضية إعادة الرهائن، سواء الأحياء أو جثث المتوفين منهم، صدارة الأجندة الإسرائيلية وتعد من أبرز أهداف الحرب المعلنة. كانت هناك جولة سابقة من التبادلات في نوفمبر 2023، أسفرت عن إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين الأحياء مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، إلا أن مصير عدد من الجثث لم يتم حسمه بعد.
تُعاني غزة من أزمة إنسانية كارثية، حيث بات وصول المساعدات الضرورية قضية محورية في أي مفاوضات. وتطالب إسرائيل بتدقيق في المساعدات لضمان عدم وصولها إلى حماس، بينما تُشدد المنظمات الدولية على الحاجة الملحة لزيادة حجم ونوعية المساعدات لتجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
تفاصيل المهلة والعرض الإسرائيلي
ووفقًا للتقارير، فقد تم إبلاغ هذه «المهلة» لحركة حماس عبر وسطاء دوليين، يُعتقد أنهم يشملون مصر وقطر والولايات المتحدة، الذين يلعبون أدوارًا حاسمة في جميع جولات المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين. وتُفيد المصادر بأن إسرائيل حددت فترة زمنية لا تتجاوز «عدة أيام» لتسليم جثث المحتجزين، وربطت الاستجابة لهذا المطلب بتحسين ظروف وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
- المدة الزمنية: «عدة أيام» لإنجاز عملية تسليم الجثث.
- الحافز: تلميحات بزيادة محتملة في كمية ونوعية المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة.
- القنوات: الوسطاء الدوليون هم القنوات الرئيسية لنقل هذه الرسالة والتفاوض بشأنها.
يُنظر إلى هذا العرض على أنه محاولة إسرائيلية لاستخدام ورقة الضغط المرتبطة بالمساعدات الإنسانية، جنبًا إلى جنب مع الحاجة الملحة لحماس لتخفيف الحصار على غزة، كحافز لإتمام هذه الصفقة الجزئية. وقد يهدف هذا إلى إحراز تقدم في قضية الرهائن بشكل عام.
الموقف المحتمل لحماس والتحديات
عادة ما تربط حركة حماس أي صفقة تبادل شاملة، سواء للرهائن الأحياء أو جثث المتوفين، بمطالب أوسع تشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية من غزة، والإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. ومن المرجح أن تنظر حماس إلى جثث المحتجزين كورقة تفاوضية مهمة، وقد تسعى للحصول على تنازلات أكبر من مجرد زيادة المساعدات.
تُعقد المفاوضات أيضًا بسبب انعدام الثقة العميق بين الطرفين وصعوبة التحقق من المعلومات على الأرض، بما في ذلك العدد الدقيق ومواقع جثث المحتجزين. كما تُمثل اللوجستيات الأمنية لعملية التسليم تحديًا آخر يتطلب تنسيقًا دقيقًا من الوسطاء.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تُشكل هذه المهلة أهمية بالغة لأسر المحتجزين الإسرائيليين الذين يُعتقد أنهم توفوا في غزة، حيث يُمثل استعادة الجثث خطوة أساسية نحو إغلاق هذا الملف المؤلم ودفن ذويهم. وعلى الصعيد السياسي، يُعد هذا التطور اختبارًا لمدى فاعلية جهود الوساطة الدولية وقدرتها على تحقيق اختراقات في قضايا حساسة.
فإذا ما أثمرت هذه المهلة عن نتائج إيجابية، فقد تُمثل سابقة لبناء حد أدنى من الثقة وتفتح الباب أمام مفاوضات أوسع بشأن بقية الرهائن الأحياء أو وقف إطلاق النار. أما إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فقد يؤدي ذلك إلى تصاعد التوترات وتعقيد المشهد الدبلومااني، مع استمرار المعاناة الإنسانية في غزة.
باختصار، تُشكل المهلة الإسرائيلية لحماس لإعادة جثث المحتجزين، مصحوبة بعرض المساعدات، محطة حاسمة في الجهود المستمرة لحل الجوانب الإنسانية والعسكرية للصراع الدائر، مع تداعيات بعيدة المدى على كلا الجانبين والسكان المدنيين في قطاع غزة.




