إعلان كندي يثير أزمة دبلوماسية ويدفع ترامب لإنهاء المحادثات التجارية
خلفية التوترات التجارية
تأتي هذه الخطوة المفاجئة في خضم مفاوضات حساسة ومضطربة بين الولايات المتحدة وكندا، إلى جانب المكسيك، بهدف تحديث اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا). وقد شهدت العلاقات التجارية بين البلدين الجارين توترًا ملحوظًا خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما بعد فرض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من كندا، وهي خطوة أثارت انتقادات واسعة ودفعت أوتاوا إلى اتخاذ إجراءات انتقامية.

وكانت المحادثات التجارية، التي تقودها وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند والممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر، تمر بمرحلة حرجة، حيث سعى المفاوضون للتوصل إلى اتفاق قبل المواعيد النهائية التي فرضتها الإدارة الأمريكية. إلا أن الأجواء كانت مشحونة بالفعل بسبب الخلافات حول قضايا رئيسية مثل قطاع الألبان، وآليات تسوية المنازعات، وحقوق الملكية الفكرية.
تفاصيل الإعلان المثير للجدل
أعلن الرئيس ترامب يوم الخميس قراره بإنهاء كافة المحادثات التجارية مع كندا بشكل فوري، مشيرًا إلى أن السبب المباشر هو حملة إعلانية كندية اعتبرها "غير نزيهة ومضللة". وبحسب تصريحات من البيت الأبيض، فإن الإعلان التلفزيوني المعني، الذي يُعتقد أنه ممول من قبل إحدى المجموعات الصناعية الكندية المتضررة من الرسوم الأمريكية، استخدم اقتباسًا للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان.
استشهد الإعلان بمقولة لريغان يدافع فيها عن مبادئ التجارة الحرة وينتقد الحمائية، وذلك في سياق معارضة الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب. وقد اعتبر الرئيس ترامب هذا الاستخدام "تحريفًا مشوهًا" لإرث ريغان، مؤكدًا أن الرئيس الأسبق لم يكن ليتسامح مع ما وصفه بـ"الممارسات التجارية غير العادلة" من جانب كندا.
رد فعل ترامب ووقف المفاوضات
في سلسلة من التصريحات، عبر الرئيس ترامب عن غضبه الشديد من الإعلان، واصفًا إياه بأنه هجوم شخصي ومحاولة للتدخل في السياسة الأمريكية. وأكد أن الولايات المتحدة لن تتفاوض مع دولة "تستخدم مثل هذه الأساليب". القرار بقطع المحادثات تم إبلاغه رسميًا للوفد الكندي، مما أدى إلى حالة من الإرباك والدبلوماسية المحمومة خلف الكواليس.
- الإعلان الفوري: صدر القرار بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، مما أوقف جولة حاسمة من المحادثات.
- اتهامات بالتحريف: اتهم البيت الأبيض كندا بتشويه التاريخ واستخدام إرث رئيس سابق بشكل غير لائق لأغراض سياسية.
- تجميد كامل: أكد المسؤولون أن القرار لا يعني تعليقًا مؤقتًا، بل إنهاءً تامًا للمحادثات حتى إشعار آخر.
التداعيات وردود الفعل المحتملة
أثار القرار صدمة في الأوساط السياسية والاقتصادية على جانبي الحدود. فمن المتوقع أن يؤدي هذا التطور إلى زيادة حالة عدم اليقين التي تواجهها الشركات والمستثمرون، وقد يؤثر سلبًا على الأسواق المالية. وفي أوتاوا، من المرجح أن يعبر المسؤولون الكنديون عن خيبة أملهم من القرار الأمريكي، مع التأكيد على التزامهم بالدفاع عن مصالح بلادهم التجارية وتمسكهم بمبادئ التجارة الحرة.
كما يضع هذا القرار مستقبل اتفاقية نافتا المحدثة في مهب الريح، حيث كانت كندا شريكًا لا غنى عنه في أي اتفاق ثلاثي. ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تكون تكتيكًا تفاوضيًا من قبل الرئيس ترامب للضغط على كندا لتقديم تنازلات أكبر، لكنها في الوقت نفسه تحمل مخاطر كبيرة قد تؤدي إلى انهيار المفاوضات بالكامل وتقويض العلاقات طويلة الأمد بين الحليفين المقربين.





