اتهامات من حماس لإسرائيل بخرق اتفاق التهدئة في غزة ومناشدة للتدخل الأمريكي
في منتصف نوفمبر 2018، وجهت حركة حماس اتهامات لإسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية في قطاع غزة، وذلك في أعقاب جولة تصعيد عنيفة كانت هي الأشد منذ حرب عام 2014. وفي هذا السياق، ناشدت الحركة الأطراف الراعية للاتفاق، بما في ذلك الإدارة الأمريكية آنذاك برئاسة دونالد ترامب، للضغط على إسرائيل من أجل الالتزام ببنود التهدئة.
خلفية التصعيد الذي سبق الاتفاق
اندلعت المواجهة الأخيرة بعد عملية خاصة نفذتها وحدة من الجيش الإسرائيلي في 11 نوفمبر 2018 داخل منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة. أدت العملية إلى اشتباك مسلح أسفر عن مقتل قائد إسرائيلي وسبعة من المسلحين الفلسطينيين، بينهم قائد ميداني بارز في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. ورداً على العملية، أطلقت الفصائل الفلسطينية في غزة مئات الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى شن سلسلة من الغارات الجوية المكثفة على عشرات الأهداف في القطاع. استمرت هذه الجولة من القتال لمدة يومين تقريباً، وخلفت قتلى وجرحى من الطرفين، وأثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة.
اتفاق التهدئة الهش والاتهامات المتبادلة
بفضل جهود دبلوماسية مكثفة قادتها مصر والأمم المتحدة، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ مساء 13 نوفمبر 2018. نص الاتفاق على وقف جميع الأعمال العدائية من الجانبين. لكن بعد فترة وجيزة، أعلنت حماس أن إسرائيل لا تلتزم بالكامل بتفاهمات التهدئة، التي كانت تشمل، بحسب مصادر فلسطينية، تخفيف الحصار المفروض على القطاع. من جانبها، لم تؤكد إسرائيل رسمياً تفاصيل الاتفاق، لكن المسؤولين أكدوا أن الهدوء سيُقابل بالهدوء، مع احتفاظ إسرائيل بحق الرد على أي تهديد أمني.
التداعيات السياسية في إسرائيل وردود الفعل الدولية
كان للاتفاق تداعيات سياسية كبيرة داخل إسرائيل، حيث أثار جدلاً واسعاً. أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، أفيغدور ليبرمان، استقالته من منصبه احتجاجاً على ما وصفه بـ "الاستسلام للإرهاب"، معتبراً أن قبول التهدئة يمثل ضعفاً في مواجهة حماس. أدت استقالة ليبرمان وحزبه "إسرائيل بيتنا" إلى إضعاف الائتلاف الحكومي الذي كان يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ودفعت البلاد نحو أزمة سياسية أسهمت في التوجه نحو انتخابات مبكرة في العام التالي. على الصعيد الدولي، رحبت الأطراف الإقليمية والدولية بالتوصل إلى التهدئة، مؤكدة على ضرورة الحفاظ عليها لمنع تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة.




