الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثث أربعة رهائن من قطاع غزة
أعلنت القوات المسلحة الإسرائيلية في شهر مايو 2024 عن نجاح عملية عسكرية خاصة في قطاع غزة، أسفرت عن استعادة جثامين أربعة رهائن كانوا قد احتُجزوا خلال هجوم السابع من أكتوبر. وكشف الجيش أن العملية، التي نُفذت بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة أدت إلى تحديد مكان الجثامين في أحد الأنفاق بمدينة جباليا شمالي القطاع.

تفاصيل العملية وهوية الرهائن
وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن الرهائن الأربعة تم اختطافهم من موقع مهرجان "نوفا" الموسيقي. وبعد استعادة الجثامين، تم نقلها إلى المعهد الوطني للطب الشرعي في إسرائيل لإجراء الفحوصات اللازمة وتأكيد هوياتهم بشكل قاطع. الرهائن الذين تم التعرف عليهم هم:
- شاني لوك: مواطنة ألمانية-إسرائيلية تبلغ من العمر 22 عامًا، والتي حظيت قضيتها بتغطية إعلامية دولية واسعة.
 - عמית بوسكيلة: شابة تبلغ من العمر 28 عامًا.
 - إسحاق غليرنتر: رجل يبلغ من العمر 56 عامًا.
 - رون بنيامين: رجل يبلغ من العمر 53 عامًا.
 
وأشار الجيش إلى أن المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها وتحليلها على مدى أسابيع، بما في ذلك التحقيقات مع معتقلين فلسطينيين، هي التي قادت القوات إلى الموقع الدقيق. وقد جرت العملية وسط اشتباكات عنيفة في منطقة جباليا، التي شهدت في تلك الفترة تكثيفًا للعمليات العسكرية الإسرائيلية.
خلفية الأحداث وسياق ملف الرهائن
يأتي هذا التطور في إطار الجهود العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية المستمرة لتحديد مصير الرهائن الذين تم أسرهم في 7 أكتوبر 2023. في ذلك اليوم، شنت حركة حماس هجومًا مباغتًا على بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز ما يقارب 250 آخرين كرهائن. ومنذ ذلك الحين، أصبح ملف الرهائن محورًا أساسيًا في الصراع الدائر، وضغطًا كبيرًا على الحكومة الإسرائيلية من قبل عائلات المحتجزين والرأي العام المحلي والدولي.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه لا يزال هناك أكثر من 120 رهينة في قطاع غزة، ويُعتقد أن عددًا كبيرًا منهم لم يعودوا على قيد الحياة. وقد تمت استعادة بعض الرهائن والجثامين في عمليات عسكرية متفرقة، بينما تم إطلاق سراح آخرين ضمن صفقة تبادل للأسرى تمت في نوفمبر 2023 بوساطة قطرية ومصرية.
ردود الفعل والتداعيات
فور الإعلان عن استعادة الجثامين، صدرت ردود فعل واسعة على المستويين الرسمي والشعبي في إسرائيل. وقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، العملية بأنها مؤلمة ومهمة، مؤكدًا التزام حكومته بإعادة جميع الرهائن، سواء كانوا أحياءً أم أمواتًا. كما أشاد وزير الدفاع وقادة الأجهزة الأمنية بـ"شجاعة واحترافية" القوات التي نفذت المهمة المعقدة والخطيرة.
من جانبها، أعربت عائلات الرهائن الأربعة عن حزنها العميق، لكنها عبرت أيضًا عن امتنانها لإعادة جثامين أبنائها، مما يتيح لهم فرصة إقامة مراسم دفن لائقة وإنهاء حالة عدم اليقين. وقد جدد "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين"، وهو المنظمة الممثلة لذوي المحتجزين، دعوته للحكومة الإسرائيلية لإعطاء الأولوية القصوى للتوصل إلى صفقة تفاوضية لإعادة جميع من تبقى من الرهائن في غزة.
تُسلط هذه العملية الضوء على التعقيدات الكبيرة التي تحيط بملف الرهائن، حيث تتأرجح الاستراتيجية الإسرائيلية بين الخيار العسكري والمسار الدبلوماسي. وبينما تحقق العمليات الخاصة نجاحات محدودة في استعادة بعض الجثامين، يرى الكثيرون أن الحل الشامل لن يتم إلا من خلال اتفاق سياسي ينهي معاناة جميع العائلات.



