الجيش الإسرائيلي يعلن التعرف على جثماني رهينتين بعد استعادتهما من غزة
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان صدر مؤخراً عن نجاح عملية عسكرية استخباراتية في قطاع غزة أسفرت عن استعادة جثماني رهينتين إسرائيليتين. وأكد البيان أنه بعد إجراءات تحديد الهوية التي قام بها خبراء الطب الشرعي والمعهد الوطني للطب العدلي، تم التأكد من هويتهما وإبلاغ عائلتيهما بالخبر المأساوي. وتُعد هذه العملية جزءاً من الجهود المستمرة التي تبذلها القوات الإسرائيلية لتحديد مكان جميع المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة وإعادتهم، سواء كانوا أحياءً أم أمواتاً.

خلفية الأحداث وتفاصيل العملية
وفقاً للمعلومات التي نشرها الجيش، فإن الرهينتين كانتا من بين مئات الأشخاص الذين تم اختطافهم خلال الهجوم الذي قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وتشير التقارير الأولية إلى أنهما قُتلا على الأرجح خلال الهجوم الأولي وتم نقل جثمانيهما إلى داخل القطاع. وقد تمت عملية الاستعادة بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة قدمها جهاز الأمن العام (الشاباك)، وقادت إلى الموقع الذي كان الجثمانان مخبأين فيه. وأشار الجيش إلى أن العملية كانت معقدة ونُفذت في منطقة تشهد اشتباكات عنيفة، مما يسلط الضوء على المخاطر التي تواجهها القوات العاملة في الميدان.
السياق الأوسع لأزمة الرهائن
تضيف هذه الحادثة فصلاً جديداً ومؤلماً إلى أزمة الرهائن المستمرة التي تُعتبر أحد الملفات الأكثر حساسية وتعقيداً في الصراع الحالي. فمنذ هجوم السابع من أكتوبر، لا يزال مصير عشرات الرهائن مجهولاً، مما يضع ضغوطاً هائلة على الحكومة الإسرائيلية من قبل عائلات المحتجزين والمجتمع الإسرائيلي ككل. وتتوزع المطالب بين من يدعو إلى تكثيف العمل العسكري كوسيلة لإعادة الرهائن، ومن يرى أن الحل يكمن في التوصل إلى صفقة تبادل عبر المفاوضات السياسية. وحتى الآن، تم إطلاق سراح عدد من الرهائن، معظمهم ضمن صفقة تبادل مؤقتة في نوفمبر 2023، بينما تم استعادة آخرين من خلال عمليات عسكرية، بعضهم على قيد الحياة والبعض الآخر كجثامين.
- إجمالي المختطفين: ما يقارب 250 شخصاً في 7 أكتوبر.
- المفرج عنهم: أكثر من 100 رهينة، معظمهم خلال هدنة إنسانية.
- المحتجزون حالياً: يُعتقد أن أكثر من 120 شخصاً لا يزالون في غزة، لكن الجيش الإسرائيلي يرجح أن عدداً منهم قد فارق الحياة.
ردود الفعل الرسمية والشعبية
فور الإعلان عن استعادة الجثمانين، توالت ردود الفعل من مختلف الأوساط في إسرائيل. وقد أصدر مكتب رئيس الوزراء بياناً أعرب فيه عن حزنه العميق، مؤكداً على الالتزام الوطني والأخلاقي بإعادة جميع الرهائن. من جانبه، شدد وزير الدفاع على أن إسرائيل ستواصل العمل بكل الوسائل المتاحة، العسكرية والدبلوماسية، لتحقيق هذا الهدف. وعلى الصعيد الشعبي، جدد منتدى عائلات الرهائن والمفقودين دعوته للحكومة لإعطاء الأولوية القصوى لإبرام صفقة فورية لإعادة جميع المحتجزين الأحياء ورفات من قُتلوا منهم. وتعكس هذه التطورات المأساوية الثمن البشري الباهظ للحرب، وتزيد من حالة القلق والترقب لدى عائلات من لا يزال مصيرهم مجهولاً.
الأهمية والتداعيات المستقبلية
تكمن أهمية هذه الأخبار في أنها تؤكد مجدداً على أحد الأهداف الرئيسية التي أعلنتها إسرائيل للحرب، وهو إعادة الرهائن. ومع ذلك، فإن استعادة الرهائن كجثامين تثير أسئلة حول جدوى الاعتماد على الخيار العسكري وحده، وتعزز الأصوات المطالبة بالتوصل إلى حل تفاوضي. كما أن كل عملية ناجحة لاستعادة رفات تمنح العائلات فرصة لإغلاق صفحة مؤلمة من الانتظار المجهول ودفن أحبائهم، لكنها في الوقت ذاته تمثل تذكيراً قاتماً بمصير الآخرين. ومن المتوقع أن يستمر هذا الملف في التأثير بشكل مباشر على مسار الحرب، والقرارات السياسية الداخلية في إسرائيل، وكذلك على الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار.



