الخدمة السرية الأمريكية تفتح تحقيقًا في تهديد أمني محتمل استهدف دونالد ترامب
أفادت تقارير أمنية، في وقت سابق من اليوم، أن جهاز الخدمة السرية الأمريكية قد شرع في تحقيق موسع بعد اكتشاف منصة مراقبة أو "منصة صيد" مشبوهة، تتمتع بخط رؤية مباشر وواضح نحو المنطقة المحددة التي يستخدمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للصعود والنزول من طائرته الرئاسية في مطار بالم بيتش الدولي بولاية فلوريدا. هذا الاكتشاف، الذي نقلته شبكة فوكس نيوز عن مسؤولين أمنيين مطلعين، أثار مخاوف جدية بشأن سلامة الرئيس السابق ودفع السلطات إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية في محيط المطار ومقر إقامة ترامب في مارالاغو.

خلفية أمنية ودور الخدمة السرية
يقع مطار بالم بيتش الدولي (PBI) على مقربة من منتجع مارالاغو الخاص بترامب، والذي يقضي فيه فترات طويلة منذ مغادرته منصبه. وبصفته رئيسًا سابقًا، يظل دونالد ترامب تحت حماية الخدمة السرية الأمريكية مدى الحياة، وهي وكالة مكلفة بحماية كبار المسؤولين الحاليين والسابقين في الولايات المتحدة وعائلاتهم. تشمل هذه الحماية تأمين تحركاتهم، سواء بالسيارات أو الجو، وتحديد المناطق الآمنة وتفتيشها مسبقًا في أي موقع يزوره الشخص المحمي.
عادةً ما تقوم فرق الأمن التابعة للخدمة السرية بمسح دقيق للمناطق المحيطة بالمطارات والمسارات الجوية قبل وصول أو مغادرة أي شخصية محمية. هذه الإجراءات تهدف إلى تحديد أي مخاطر محتملة، بما في ذلك التهديدات بعيدة المدى. تكمن أهمية هذا الاكتشاف في أن المنصة المشبوهة كانت تقع في موقع يتيح رؤية مباشرة لنقطة حيوية في تحركات ترامب، مما يشير إلى تخطيط محتمل لاستهدافه.
تفاصيل الواقعة وبداية التحقيق
وفقًا للمعلومات الأولية، تم اكتشاف المنصة المشبوهة خلال عملية مسح روتينية قامت بها عناصر الخدمة السرية لضمان سلامة المنطقة قبل رحلة ترامب المقررة. يُعتقد أن المنصة، التي وُصفت بأنها "منصة صيد"، كانت مخبأة بشكل جيد في منطقة حرجية أو عشبية محاذية لمسار المطار. هذا النوع من المنصات يُستخدم عادةً لاصطياد الحيوانات من ارتفاع، مما يوفر رؤية واسعة للمنطقة المستهدفة.
- الموقع: كانت المنصة تتمتع بخط رؤية غير معاق نحو المدرج وممر الطائرات الذي يستخدمه دونالد ترامب للصعود والنزول من طائرته الخاصة أو طائرة القوات الجوية المخصصة لكبار الشخصيات.
- التوقيت: لم يتم الكشف عن تاريخ اكتشاف المنصة بدقة، لكن الإعلان جاء اليوم مع التأكيد على فتح تحقيق فوري.
- الإجراءات الفورية: فور الاكتشاف، قامت فرق الخدمة السرية بتأمين المنطقة بالكامل واستدعت السلطات المحلية، بما في ذلك مكتب شريف مقاطعة بالم بيتش، للمساعدة في التحقيق. تم الشروع في تفتيش المنطقة المحيطة بحثًا عن أي أدلة أخرى أو مشتبه بهم.
يجري المحققون حاليًا تحليلًا جنائيًا للمنصة وأي مواد عُثر عليها في الموقع، بما في ذلك فحص البصمات والحمض النووي (DNA) بحثًا عن هوية الأفراد الذين ربما قاموا بإنشائها أو استخدامها. كما يتم مراجعة كاميرات المراقبة في المطار والمناطق المحيطة به للعثور على أي صور أو مقاطع فيديو قد تكشف عن حركة مشبوهة أو أشخاص مرتبطين بالمنصة.
الأبعاد القانونية والأمنية للحادثة
إن محاولة استهداف شخصية محمية من قبل الخدمة السرية، خاصة رئيسًا سابقًا، يُعد جريمة فدرالية خطيرة قد تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد، وذلك بحسب القوانين الأمريكية المتعلقة بحماية كبار المسؤولين. التحقيق في هذه الواقعة سيشمل على الأرجح مشاركة وكالات فدرالية أخرى مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، خاصة إذا ما تبين أن هناك نية جنائية أو مؤامرة لاستهداف دونالد ترامب.
يُبرز هذا الحادث التحديات المستمرة التي تواجه الخدمة السرية في ظل البيئة السياسية شديدة الاستقطاب في الولايات المتحدة. فبينما تُعرف الوكالة بكفاءتها العالية، فإن التهديدات الأمنية تتطور باستمرار وتتطلب يقظة وتكيفًا دائمين. قد يؤدي هذا الاكتشاف إلى مراجعة شاملة لبروتوكولات الأمن في المطارات التي يستخدمها كبار الشخصيات، بالإضافة إلى تقييم جديد لمخاطر التهديدات بعيدة المدى.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من مكتب دونالد ترامب أو من البيت الأبيض بخصوص هذه الواقعة. ومع استمرار التحقيقات، تظل تفاصيل الدافع وراء وضع المنصة المشبوهة، وهوية المسؤولين عنها، غير واضحة. تؤكد الخدمة السرية التزامها بضمان أمن جميع الشخصيات المحمية، مشددة على أن أي تهديد لسلامة هؤلاء الأفراد سيُقابل بتحقيق جاد وشامل.





