الدعم السريع يعلن إسقاط طائرة عسكرية في غرب كردفان والجيش لم يعلق رسمياً
أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، في بيانات صدرت يوم الثلاثاء 11 يونيو 2024، عن تمكنها من إسقاط طائرة عسكرية تابعة للجيش السوداني في محيط مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان. وتزامن هذا الإعلان مع تداول واسع لمقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي يُقال إنها توثق لحظة سقوط الطائرة واحتراقها. في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من جانب الجيش السوداني لتأكيد أو نفي هذا الادعاء حتى الآن، مما يترك الحادثة في دائرة الأنباء غير المؤكدة من طرف مستقل.

تفاصيل الحادثة والادعاءات
وفقاً للبيان الصادر عن قوات الدعم السريع، فإن الطائرة التي تم إسقاطها هي من طراز أنتونوف، وهي طائرة نقل عسكري تستخدم بشكل أساسي في العمليات اللوجستية ونقل الإمدادات والجنود. وأوضحت القوات أنها استهدفت الطائرة أثناء محاولتها الهبوط في قاعدة عسكرية بالمنطقة. وتُظهر المقاطع المصورة المتداولة، والتي لم يتم التحقق من صحتها بشكل مستقل، جسماً يحترق ويهوي من السماء، بالإضافة إلى عمود من الدخان الكثيف يتصاعد من موقع يعتقد أنه مكان تحطمها، كما ظهرت لقطات أخرى لما يبدو أنه حطام الطائرة على الأرض.
الأهمية الاستراتيجية لمدينة بابنوسة
تكتسب مدينة بابنوسة أهمية استراتيجية بالغة لكلا طرفي النزاع، وهو ما يفسر ضراوة المعارك الدائرة حولها منذ عدة أسابيع. المدينة تعتبر مركزاً حيوياً ونقطة تقاطع رئيسية لخطوط السكك الحديدية في غرب السودان، كما أنها تحتضن مقر الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش السوداني، وهي واحدة من القواعد العسكرية الهامة في المنطقة. يهدف الدعم السريع من خلال السيطرة على بابنوسة إلى قطع طرق الإمداد الحيوية عن الجيش وتأمين نفوذه في ولاية غرب كردفان الغنية بالنفط، والتي تعد جسراً يربط بين إقليمي كردفان ودارفور.
سياق الصراع وتطوراته الميدانية
يأتي هذا التطور في إطار الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي". وشهدت الأشهر الأخيرة تصعيداً في استخدام الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للطائرات. ويرى مراقبون أن نجاح الدعم السريع في إسقاط طائرة عسكرية، إن تم تأكيده، يشير إلى تطور ملحوظ في قدراته العسكرية في مجال الدفاع الجوي، وهو ما قد يغير موازين القوى في مناطق القتال المفتوحة التي يعتمد فيها الجيش بشكل كبير على تفوقه الجوي لضرب تجمعات الدعم السريع ودعم قواته على الأرض.
التداعيات المحتملة للحادثة
قد يكون لإسقاط طائرة نقل عسكري تداعيات مهمة على سير العمليات في غرب كردفان. فمن شأن ذلك أن يعقد عمليات الإمداد الجوي التي يعتمد عليها الجيش لإيصال المؤن والذخائر إلى حاميته المحاصرة في بابنوسة، مما قد يضعف موقفها الدفاعي. على الصعيد الإنساني، أدت الاشتباكات العنيفة في المدينة ومحيطها إلى موجات نزوح كبيرة وتدهور الأوضاع المعيشية للمدنيين العالقين وسط القتال، حيث حذرت منظمات إنسانية من تفاقم الكارثة مع استمرار المعارك.





