الجيش السوداني يعزز الفرقة 22 في بابنوسة بثلاث عمليات إنزال جوي
أعلنت مصادر عسكرية سودانية عن نجاح القوات المسلحة في تنفيذ ثلاث عمليات إنزال جوي متتالية مساء يوم الثلاثاء، استهدفت دعم وإسناد قيادة الفرقة 22 مشاة بمدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان. تأتي هذه الخطوة في ظل الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة ومقر الفرقة منذ عدة أسابيع، وفي سياق المواجهات العنيفة المستمرة بين الطرفين في المنطقة.

خلفية التطورات الميدانية
تكتسب مدينة بابنوسة أهمية استراتيجية بالغة لكلا طرفي النزاع في السودان، فهي تعد من المدن الرئيسية في ولاية غرب كردفان وتستضيف مقر قيادة الفرقة 22 مشاة، إحدى التشكيلات العسكرية الهامة للجيش السوداني في غرب البلاد. ومنذ أشهر، تسعى قوات الدعم السريع إلى السيطرة على المدينة وقاعدة الجيش فيها، بهدف تأمين سيطرتها على الولاية وقطع خطوط إمداد الجيش، مما أدى إلى اندلاع معارك ضارية وحصار مطبق على القوات المتمركزة داخل المقر العسكري.
وقد عانت القوات المحاصرة من نقص حاد في الإمدادات اللوجستية، بما في ذلك الذخائر والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية، مما جعل عمليات الإنزال الجوي الوسيلة الحيوية الوحيدة لضمان استمرارية صمودها وقدرتها على مواصلة القتال. وتمثل هذه العمليات تحدياً كبيراً نظراً للكثافة النيرانية المضادة للطائرات التي تستخدمها قوات الدعم السريع في محيط المنطقة.
تفاصيل عملية الإمداد الجوي
وفقاً للمعلومات المتداولة، تم تنفيذ العمليات الثلاث في وقت متأخر من مساء الثلاثاء باستخدام طائرات نقل عسكرية. وقد نجحت هذه الطائرات في إيصال شحنات ضرورية لدعم المجهود الحربي للفرقة. اشتملت الإمدادات التي تم إنزالها على:
- ذخائر متنوعة وأسلحة نوعية لتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية للقوات.
- كميات من المواد الغذائية والمؤن الأساسية لرفع الروح المعنوية للجنود.
- أدوية ومستلزمات طبية عاجلة لعلاج المصابين والجرحى جراء الاشتباكات المستمرة.
وأكدت المصادر أن العمليات تمت بنجاح ودقة، حيث وصلت الإمدادات إلى المواقع المحددة داخل نطاق سيطرة الجيش، مما يعد نجاحاً لوجستياً وعملياتياً للقوات الجوية السودانية في ظل الظروف الميدانية المعقدة.
الأهمية الاستراتيجية للعملية
يعكس نجاح هذه العمليات قدرة الجيش السوداني على استخدام ذراعه الجوية بفعالية لدعم قواته البرية المحاصرة، وإفشال استراتيجية الحصار التي تتبعها قوات الدعم السريع لإسقاط الحاميات العسكرية. ومن المتوقع أن يساهم هذا الدعم في إطالة أمد صمود الفرقة 22 في بابنوسة، وتعزيز قدرتها على صد الهجمات المتكررة التي تشنها قوات الدعم السريع.
على الصعيد المعنوي، تبعث هذه العملية برسالة قوية إلى الجنود المحاصرين بأن القيادة العسكرية لم تتخل عنهم وأنها قادرة على الوصول إليهم وإمدادهم بالاحتياجات اللازمة. كما أنها تمثل انتكاسة لجهود قوات الدعم السريع التي كانت تراهن على نفاد موارد الفرقة لدفعها إلى الاستسلام.





