قوات الدعم السريع تعلن إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش السوداني في بابنوسة
أعلنت قوات الدعم السريع في السودان عن تمكنها من إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش السوداني في سماء مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان. ويأتي هذا الإعلان في خضم معارك عنيفة ومستمرة بين الطرفين للسيطرة على المدينة التي تضم مقر قيادة الفرقة 22 مشاة، إحدى أهم القواعد العسكرية للجيش في المنطقة. ودعمت قوات الدعم السريع إعلانها بنشر مقاطع فيديو عبر منصاتها الإعلامية قالت إنها توثق حطام الطائرة المستهدفة.

تفاصيل الحادثة والادعاءات
وفقاً للبيانات الصادرة عن قوات الدعم السريع في أواخر شهر يناير 2024، فإن دفاعاتها الجوية نجحت في استهداف وإسقاط طائرة مقاتلة من طراز سوخوي كانت تنفذ غارات جوية على مواقعها في محيط مدينة بابنوسة. وأظهرت المشاهد المصورة التي تم تداولها حطام طائرة محترقة في منطقة خلوية، بينما يحتفل عناصر من الدعم السريع حولها. لم يصدر الجيش السوداني، حتى وقت نشر هذه التقارير، أي تعليق رسمي يؤكد أو ينفي الحادثة، وهو ما يتماشى مع حالة التعتيم الإعلامي التي تفرضها أطراف النزاع على خسائرها العسكرية.
الأهمية الاستراتيجية لمدينة بابنوسة
تكتسب المعارك الدائرة في بابنوسة أهمية استراتيجية بالغة لكلا الطرفين. فالمدينة لا تعد فقط مركزاً حيوياً في ولاية غرب كردفان، بل تحتضن أيضاً مقر قيادة الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش، والتي تعتبر ثقلاً عسكرياً رئيسياً في المنطقة. السيطرة على بابنوسة تعني بالنسبة لقوات الدعم السريع تحقيق عدة أهداف:
- الاستيلاء على ترسانة أسلحة وذخائر ضخمة تابعة للجيش.
- تأمين خطوط إمداد حيوية تربط مناطق سيطرتها في دارفور وكردفان.
- توجيه ضربة معنوية قاصمة للجيش عبر السيطرة على إحدى أقدم وأهم قواعده العسكرية.
- تعزيز نفوذها العسكري في ولاية غرب كردفان الغنية بالنفط.
سياق الصراع المستمر والتداعيات
يأتي هذا التطور كجزء من الحرب المندلعة في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو. وقد شهد الصراع تحولاً كبيراً بعد سيطرة الدعم السريع على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، ليتجه بعدها نحو محاولة السيطرة على المقار العسكرية الرئيسية للجيش في مختلف أنحاء البلاد. ويعتمد الجيش بشكل كبير على تفوقه الجوي لاستهداف تجمعات ومواقع الدعم السريع، مما يجعل إسقاط أي طائرة حربية يمثل نجاحاً عسكرياً وإعلامياً كبيراً للأخيرة، ويشكك في قدرة الجيش على الحفاظ على هذا التفوق.
الوضع الإنساني وتأثير المعارك
أدت الاشتباكات العنيفة في مدينة بابنوسة ومحيطها إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة. وتشير تقارير منظمات إنسانية إلى نزوح آلاف المدنيين من المدينة هرباً من القصف المتبادل والقتال البري، مما يزيد من أعداد النازحين داخلياً في السودان. كما تسببت المعارك في انقطاع الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية، وجعلت وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين أمراً شبه مستحيل، مما يهدد بكارثة إنسانية في ظل استمرار القتال.





