الذهب يتراجع من مستوياته القياسية بفعل عمليات جني الأرباح
شهدت أسعار الذهب العالمية انخفاضًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، لتنهي بذلك سلسلة من الارتفاعات المتتالية التي دفعت المعدن النفيس إلى تسجيل أرقام قياسية جديدة في الأيام القليلة الماضية. ويأتي هذا التراجع مدفوعًا بشكل أساسي بعمليات بيع واسعة النطاق بهدف جني الأرباح من قبل المستثمرين والمضاربين، بعد أن وصل الذهب إلى ذروة تاريخية لم يسبق لها مثيل.

خلفية موجة الصعود الأخيرة
قبل هذا الانخفاض، كان الذهب قد مر بفترة صعود قوية استمرت لعدة جلسات متتالية. وقد استند هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل الداعمة التي عززت جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن. كان في مقدمة هذه العوامل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في مناطق مختلفة من العالم، والتي دفعت المستثمرين للبحث عن أصول آمنة لحماية ثرواتهم. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت عمليات الشراء الكبيرة من قبل البنوك المركزية العالمية، وعلى رأسها بنك الشعب الصيني، في زيادة الطلب العالمي ودعم الأسعار. كما أن التوقعات بقرب خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لعبت دورًا مهمًا، حيث أن انخفاض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا.
تفاصيل التراجع وعوامله
مع وصول أسعار الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2400 دولار للأوقية في بعض الجلسات، بدأ العديد من المستثمرين في رؤية فرصة لتحقيق مكاسب رأسمالية كبيرة. ونتيجة لذلك، شهدت الأسواق موجة من عمليات جني الأرباح، حيث قام المتداولون ببيع حيازاتهم لتأمين الأرباح التي حققوها خلال فترة الصعود. هذا الضغط البيعي المكثف أدى إلى كسر موجة الصعود ودفع الأسعار إلى التراجع من أعلى مستوياتها. علاوة على ذلك، ساهم استقرار الدولار الأمريكي نسبيًا في زيادة الضغط على الذهب، حيث أن قوة الدولار تجعل المعدن المقوم به أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
النظرة المستقبلية للسوق
يرى محللون أن التراجع الحالي قد يكون بمثابة تصحيح فني طبيعي بعد فترة من الارتفاع السريع والمبالغ فيه. ويشيرون إلى أن العوامل الأساسية التي دعمت صعود الذهب في المقام الأول، مثل عدم اليقين الجيوسياسي والطلب من البنوك المركزية، لا تزال قائمة. من المتوقع أن تظل أسواق الذهب متقلبة في المدى القصير، حيث يراقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة، وخاصة مؤشرات التضخم، بالإضافة إلى أي تصريحات جديدة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، والتي قد توفر إشارات حول المسار المستقبلي لأسعار الفائدة وبالتالي تؤثر على اتجاه أسعار الذهب.





