السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة يكشف: خطة أمريكية لمستقبل غزة تشترط إبعاد حماس
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية حديثة، نقلاً عن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، عن جهود مكثفة تُبذل حالياً في البيت الأبيض لصياغة خطة مفصلة لمستقبل قطاع غزة ما بعد الحرب. وأكد السفير، وفقاً لما بثته إذاعة جيش الاحتلال، أن أي تصور مستقبلي للقطاع يعتمد بشكل حاسم على شرطين أساسيين: تحرير جميع المحتجزين الإسرائيليين وإقصاء حركة حماس بشكل كامل عن المشهد السياسي والعسكري في غزة.

خلفية وتطورات الملف
تأتي هذه التصريحات في خضم الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف وأزمة إنسانية عميقة. ومنذ بداية الصراع، بدأت الأوساط الدبلوماسية الدولية، وخاصة الولايات المتحدة، في البحث عن حلول لمرحلة "اليوم التالي" لوقف إطلاق النار، التي تتضمن ترتيبات الحكم والأمن وإعادة الإعمار في القطاع المحاصر. وتشير واشنطن مراراً إلى أهمية وجود رؤية واضحة لمستقبل غزة لضمان عدم تكرار العنف واستقرار المنطقة.
وتُعَدّ خطة "اليوم التالي" محوراً للمناقشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وشركاء إقليميين، حيث تسعى واشنطن لتأمين مستقبل لا تسيطر فيه حماس على غزة، مع تأمين تسليم المساعدات الإنسانية والبدء في جهود إعادة الإعمار. لطالما كانت مسألة من سيتولى إدارة غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية نقطة خلاف رئيسية، مع تباين الرؤى بين الأطراف المختلفة.
تفاصيل الرؤية الأمريكية والشروط الإسرائيلية
أوضح السفير الإسرائيلي أن "العمل المكثف" الجاري في البيت الأبيض يهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على هذه الخطة. وتؤكد الرواية الإسرائيلية أن الشروط التي تضعها إسرائيل لأي مستقبل سياسي لغزة تتماشى مع الشروط الأمريكية المعلنة جزئياً، وهي إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر، وتجريد حركة حماس من قدراتها العسكرية والسياسية بشكل كامل، ومنعها من العودة إلى الحكم أو التأثير على مستقبل القطاع. وترى إسرائيل أن وجود حماس كقوة حاكمة أو ذات نفوذ يعيق أي محاولة لتحقيق الاستقرار والأمن الدائم في المنطقة.
- تحرير الرهائن: شرط إسرائيلي وأمريكي رئيسي لوقف إطلاق النار وأي ترتيبات مستقبلية.
- إقصاء حماس: يُنظر إليه كضرورة أمنية إسرائيلية ودعامة لأي حل مستقبلي مدعوم من الولايات المتحدة.
أهمية الخبر والتداعيات المحتملة
يكتسب هذا الكشف أهميته من كونه يأتي على لسان مسؤول إسرائيلي رفيع، مما يشير إلى أن النقاشات حول مستقبل غزة بلغت مرحلة متقدمة من التخطيط المشترك بين واشنطن وتل أبيب. ومع ذلك، لا تزال التحديات هائلة، حيث أن أي خطة لمستقبل غزة يجب أن تأخذ في الاعتبار مصالح وتطلعات السكان الفلسطينيين، وكذلك موقف السلطة الفلسطينية والدول العربية المعنية. كما أن كيفية تنفيذ شرط إقصاء حماس بشكل كامل يمثل تحدياً لوجستياً وسياسياً كبيراً، بالإضافة إلى مسألة من سيتولى الحكم والإدارة في القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية.
تظل تفاصيل هذه الخطة وتوقيت إعلانها الرسمي قيد التداول، لكن تصريحات السفير تسلط الضوء على التركيز الأمريكي والإسرائيلي على تشكيل مشهد غزة ما بعد الصراع، ووضع شروط واضحة لأي ترتيبات مستقبلية.





