القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى تدعو حماس لوقف العنف ضد المدنيين في غزة
في تطور لافت، وجهت القيادة الوسطى الأمريكية (CENTCOM)، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، دعوة مباشرة إلى حركة حماس لوقف ما وصفته بـ"أعمال العنف" التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة. يأتي هذا البيان في سياق حملة أمنية تنفذها السلطات في غزة، مما يثير تساؤلات حول دوافع التدخل الأمريكي اللفظي في الشؤون الداخلية للقطاع.

تفاصيل الدعوة الأمريكية
أصدرت القيادة الوسطى بياناً، تم تداوله عبر منصاتها الرسمية مؤخراً، حثت فيه حركة حماس على الكف عن "إطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين الأبرياء". استخدم البيان لغة حادة، معتبراً أن هذه الممارسات تشكل عنفاً غير مبرر. ورغم أن البيان لم يقدم حوادث محددة بالأسماء أو التواريخ، إلا أنه ربط هذه الدعوة بشكل واضح بالعمليات الأمنية الجارية التي تقودها الأجهزة التابعة لحماس داخل القطاع.
السياق: حملة أمنية داخلية في غزة
من جانبها، تؤكد حركة حماس أن الإجراءات التي تقوم بها أجهزتها الأمنية ليست عشوائية، بل هي حملة منظمة ومستمرة تستهدف عناصر تعتبرهم "خارجين عن القانون". ووفقاً لمصادر فلسطينية في غزة، تشمل هذه الحملة ملاحقة أفراد متهمين بالعمالة مع جهات خارجية، بالإضافة إلى تجار المخدرات والعصابات التي تهدد السلم الأهلي. وتعتبر حماس هذه الإجراءات ضرورية لفرض الأمن والنظام العام في القطاع المحاصر، وترفض أي توصيف لها بأنها تستهدف "مدنيين أبرياء"، مشددة على أنها موجهة ضد عناصر إجرامية محددة.
الأهمية والدلالات السياسية
يكتسب هذا البيان أهميته من كونه تدخلاً أمريكياً مباشراً في الشأن الداخلي لغزة، وهو ما قد يُقرأ في سياقات متعددة. يرى محللون أن الولايات المتحدة تهدف من خلال هذا الموقف إلى:
- تعزيز الرواية التي تصور حماس ككيان يقمع سكانه، وذلك في إطار الضغوط السياسية المستمرة على الحركة.
- إظهار الدعم لأطراف فلسطينية مناوئة لحماس، وربما محاولة إثارة الرأي العام المحلي ضدها.
- إرسال رسالة سياسية إلى حلفاء واشنطن في المنطقة، تؤكد على موقفها الثابت من الحركة.
في المقابل، يرى آخرون أن البيان يتجاهل الظروف المعقدة التي يعمل فيها الأمن في غزة، بما في ذلك الحصار الطويل والتحديات الاقتصادية والأمنية. ويُنظر إلى تصريح القيادة الوسطى على أنه جزء من استراتيجية أوسع للضغط على الفصائل الفلسطينية، خاصة تلك التي ترفض الانخراط في المسار السياسي الذي تدعمه الولايات المتحدة.
ردود فعل متوقعة
من المتوقع أن ترفض حركة حماس البيان الأمريكي بشكل قاطع، معتبرة إياه تدخلاً سافراً في الشؤون الفلسطينية ومحاولة لتشويه صورتها. كما قد تتهم الحركة الولايات المتحدة بالكيل بمكيالين، عبر تجاهل الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والتركيز على قضايا داخلية. على الصعيد الإقليمي، من المرجح أن يلاقي البيان ترحيباً من إسرائيل وبعض الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة، بينما قد يثير انتقادات من قبل الدول والجهات الداعمة للمقاومة الفلسطينية.




