الكاردينال بارولين يعرب عن أمله في دور محتمل لترامب لإنهاء الحرب الأوكرانية
في تصريح يعكس الجهود الدبلوماسية المستمرة للفاتيكان، أعرب أمين سر دولة الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، عن أمله في أن تساهم رئاسة أمريكية محتملة بقيادة دونالد ترامب في إيجاد حل للحرب في أوكرانيا. جاءت هذه التصريحات خلال حدث أقيم في روما في أواخر مايو 2024، حيث قدمت رؤية حول انفتاح الكرسي الرسولي على أي مبادرة قد تقود إلى السلام.

تفاصيل التصريح وسياقه
أدلى الكاردينال بارولين، الذي يُعتبر الرجل الثاني في هرمية الفاتيكان بعد البابا، بتصريحاته ردًا على سؤال حول ادعاءات ترامب المتكررة بأنه قادر على إنهاء الصراع في أوكرانيا خلال 24 ساعة. أوضح بارولين أن السياسة الخارجية لإدارة ترامب السابقة قد أنتجت نتائج "مفاجئة وغير متوقعة"، مشيرًا بشكل خاص إلى الاتفاقيات الإبراهيمية التي توسطت فيها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. وأضاف أن هذه السابقة التاريخية تمنح الأمل في إمكانية تحقيق تقدم مماثل في قضايا أخرى، بما في ذلك النزاع الأوكراني.
وشدد الكاردينال على أن اهتمام الفاتيكان لا يقتصر على شخصية سياسية معينة، بل ينصب على الهدف الأسمى وهو تحقيق السلام. وأكد أن الكرسي الرسولي سيرحب بأي مبادرة سلام ويشجعها، بغض النظر عن مصدرها، موضحًا أن الأولوية القصوى هي وقف العنف والمعاناة الإنسانية. وجاءت إشارته إلى ترامب في سياق الرد على سؤال مباشر، وليس كمبادرة لدعم مرشح معين.
خلفية الموقف الدبلوماسي للفاتيكان
تأتي تصريحات بارولين كجزء من استراتيجية دبلوماسية أوسع يتبعها الفاتيكان منذ بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. وقد حافظ البابا فرنسيس على موقف يدعو باستمرار إلى الحوار والمفاوضات، متجنبًا الانحياز الكامل لأي طرف، بهدف الحفاظ على دور الفاتيكان كوسيط محتمل. وقد أثارت بعض تصريحات البابا، التي دعا فيها أوكرانيا إلى التحلي بـ"شجاعة العلم الأبيض"، جدلاً واسعًا، لكن الفاتيكان أوضح لاحقًا أن القصد كان الدعوة إلى التفاوض وليس الاستسلام.
لترجمة هذه الرؤية إلى أفعال، أطلق الفاتيكان مهمة سلام خاصة بقيادة الكاردينال ماتيو زوبي، الذي زار عواصم رئيسية منها كييف وموسكو وواشنطن وبكين خلال عام 2023. ركزت مهمة زوبي على الجوانب الإنسانية، مثل إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم ترحيلهم إلى روسيا، وفتح قنوات اتصال بين الأطراف المتحاربة.
موقف ترامب من النزاع
يستند الأمل الذي عبر عنه بارولين إلى التصريحات المتكررة لدونالد ترامب حول قدرته على حل النزاع بسرعة. وعلى الرغم من أن ترامب لم يقدم تفاصيل واضحة حول خطته، إلا أن موقفه أثار تكهنات بأنه قد يسعى إلى اتفاق سريع قد يتضمن تنازلات من الجانب الأوكراني. وقد أثارت هذه المقاربة قلقًا بين بعض حلفاء أوكرانيا الغربيين الذين يخشون أن تؤدي إلى تقويض الدعم العسكري والمالي لكييف.
الأهمية والدلالات
يحمل تصريح الكاردينال بارولين دلالات مهمة؛ فهو يظهر أن الفاتيكان يتبنى نهجًا دبلوماسيًا прагматиًا، ومستعدًا للتعامل مع أي زعيم عالمي قد يمتلك القدرة على التأثير في مسار الصراعات الدولية. كما يسلط الضوء على القلق العميق لدى الكرسي الرسولي من استمرار الحرب وتداعياتها الإنسانية المدمرة. الموقف لا يُفسر على أنه تأييد سياسي، بل هو تعبير عن استعداد الفاتيكان لاستكشاف كل السبل الممكنة، حتى غير التقليدية منها، في سبيل تحقيق السلام في أوكرانيا والعالم.





