الكشف عن حطام ذخيرة صينية الصنع في موقع سقوط طائرة نقل عسكرية سودانية من طراز إليوشن-76
كشفت تحليلات لصور حطام طائرة نقل عسكرية سودانية من طراز إليوشن Il-76، التي تحطمت في ولاية غرب دارفور في يناير 2020، عن وجود بقايا ذخائر دقيقة التوجيه صينية الصنع. هذا الاكتشاف قدم أدلة ملموسة على طبيعة الشحنات العسكرية التي ينقلها الجيش السوداني في مناطق النزاع، وأثار تساؤلات حول العمليات اللوجستية العسكرية في المنطقة.

تفاصيل الحادث
في 20 يناير 2020، تحطمت طائرة شحن من طراز إليوشن Il-76 تابعة للقوات الجوية السودانية بعد دقائق من إقلاعها من مطار الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور. أسفر الحادث عن مقتل جميع من كانوا على متنها، وعددهم 18 شخصًا، من بينهم طاقم الطائرة العسكري ومسؤولون مدنيون، من ضمنهم قضاة وموظف في برنامج الأغذية العالمي. ووفقًا للتصريحات الرسمية آنذاك، كانت الطائرة في مهمة إنسانية، حيث قامت بتسليم مساعدات للمتضررين من اشتباكات قبلية عنيفة شهدتها المنطقة قبل أن تتحطم في رحلة عودتها إلى الخرطوم.
تحليل حطام الأسلحة
عقب الحادث، انتشرت صور لموقع التحطم على الإنترنت، وقام محللو استخبارات المصادر المفتوحة (OSINT) وخبراء في الشؤون الدفاعية بفحصها بدقة. أظهر التحليل وجود أجزاء لا تنتمي إلى هيكل الطائرة، تم تحديدها لاحقًا على أنها مكونات من قنبلة موجهة صينية الصنع. وأشارت الأدلة بشكل خاص إلى مجموعة الذيل الخاصة بقنبلة من سلسلة Fei Teng (FT)، والتي تُستخدم لتحويل القنابل التقليدية غير الموجهة إلى أسلحة ذكية ودقيقة عبر أنظمة التوجيه بالأقمار الصناعية والقصور الذاتي، وهي تقنية مشابهة لنظام JDAM الأمريكي. وأكد الخبراء أن طبيعة انتشار الحطام وتداخله مع بقايا الطائرة تشير بوضوح إلى أن هذه الذخائر كانت ضمن حمولة الطائرة، وليس أنها كانت سببًا في إسقاطها.
السياق العسكري والسياسي
يسلط وجود هذه الأسلحة المتقدمة على متن طائرة كانت في مهمة معلنة لتقديم المساعدات الإنسانية الضوء على الطبيعة المزدوجة للعمليات العسكرية في مناطق النزاع. وتُعد طائرات الإليوشن-76 العمود الفقري لعمليات النقل اللوجستي لدى القوات المسلحة السودانية، حيث تستخدم لنقل القوات والمعدات والإمدادات إلى مناطق العمليات المختلفة، بما في ذلك إقليم دارفور المضطرب. كما يعكس هذا الاكتشاف عمق العلاقات العسكرية بين السودان والصين، التي تعد أحد الموردين الرئيسيين للمعدات العسكرية للخرطوم على مدى سنوات. ويأتي هذا في سياق حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إقليم دارفور، مما يثير تساؤلات حول مدى الالتزام ببنود الحظر وتطبيقه على القوات الحكومية العاملة في الإقليم.
الأهمية والدلالات
تكمن أهمية هذا الكشف في أنه يوفر دليلاً مادياً نادراً على نوعية الترسانة التي يمتلكها الجيش السوداني والأنشطة التي يقوم بها في دارفور. فعلى الرغم من أن الحادث كان مأساوياً، إلا أن تحليل الحطام قدم نافذة غير متوقعة على تفاصيل لوجستية عسكرية عادة ما تكون محاطة بالسرية. ويؤكد هذا الأمر استمرار الطابع العسكري للوضع في الإقليم على الرغم من جهود السلام والمراقبة الدولية.




