المتحدثة باسم البيت الأبيض تستخدم مزحة "والدتك" للتهرب من سؤال حول قمة ترامب وبوتين
في واقعة شهيرة تعكس أسلوب التواصل غير التقليدي لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أثارت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنذاك، سارة هاكابي ساندرز، جدلاً واسعاً خلال مؤتمر صحفي عُقد في يوليو 2018، عندما استخدمت نكتة شهيرة للتهرب من الإجابة على سؤال يتعلق بالقمة المرتقبة بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي.

تفاصيل الواقعة
خلال الإحاطة الإعلامية اليومية في البيت الأبيض، وجه مراسل وكالة أسوشيتد برس، جوناثان ليمير، سؤالاً مباشراً إلى ساندرز حول ما إذا كان الرئيس ترامب سيطلب من الرئيس بوتين عدم التدخل في الانتخابات الأمريكية المستقبلية. بدلاً من تقديم إجابة سياسية مباشرة، لجأت ساندرز إلى المناورة، حيث قالت في البداية إنها لن تستبق محادثات الرئيس، ثم أضافت بشكل غير متوقع عبارة أثارت دهشة الحاضرين: "كما يقول الرئيس، هذه مزحة من نوع 'والدتك'"، في إشارة إلى النكات الشعبية على الإنترنت.
كانت هذه الإجابة محاولة واضحة لتخفيف حدة السؤال وتجنب الخوض في تفاصيل حساسة تتعلق بأجندة القمة، لكنها جاءت بنتائج عكسية، حيث اعتبرها العديد من المراقبين والصحفيين رداً مستهتراً لا يليق بجدية الموقف وأهمية العلاقات الأمريكية الروسية.
السياق السياسي وردود الفعل
جاء هذا التعليق في وقت كانت فيه العلاقات بين واشنطن وموسكو متوترة للغاية. كانت القمة بين ترامب وبوتين تخضع لتدقيق مكثف، خاصة في ظل التحقيقات الجارية آنذاك حول التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016. وكان هناك ضغط كبير على إدارة ترامب لاتخاذ موقف حازم من روسيا، مما جعل أي تصريح رسمي حول القمة محط اهتمام بالغ.
- الانتقادات: رأى منتقدو الإدارة أن رد ساندرز يعكس عدم جدية البيت الأبيض في التعامل مع قضية الأمن القومي والتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد.
- التغطية الإعلامية: تصدرت الحادثة عناوين الأخبار، وتم تحليلها كنموذج للعلاقة المتوترة والعدائية أحياناً بين إدارة ترامب ووسائل الإعلام.
- غياب الجدية: اعتبر الرد دليلاً إضافياً على ميل الإدارة إلى استخدام أساليب تواصل شعبوية بدلاً من الخطاب الدبلوماسي التقليدي في القضايا الدولية الهامة.
الأهمية والتأثير
على الرغم من أن الحادثة قد تبدو بسيطة، إلا أنها تحمل دلالات مهمة حول طبيعة العمل السياسي والإعلامي خلال فترة رئاسة ترامب. لقد سلطت الضوء على استراتيجية الإدارة في تحويل الانتباه عن الأسئلة الصعبة من خلال إثارة الجدل أو استخدام الفكاهة. كما أصبحت هذه الواقعة مثالاً يُستشهد به في النقاشات حول تراجع مستوى الخطاب السياسي الرسمي، وتأثيره على ثقة الجمهور في المؤسسات الحكومية. وبقيت هذه اللحظة محفورة في ذاكرة الكثيرين كإحدى اللحظات الأكثر غرابة في تاريخ المؤتمرات الصحفية للبيت الأبيض.





