المحكمة الإدارية العليا ترفض 14 طعناً وتؤيد نتائج المرحلة الأولى من انتخابات النواب
في خطوة قضائية حاسمة، أسدلت المحكمة الإدارية العليا في مصر الستار على عدد من النزاعات المتعلقة بنتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب لعام 2020، حيث قضت بشكل نهائي بعدم قبول 14 طعناً انتخابياً. هذا الحكم البات والنهائي يؤكد صحة النتائج التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات في الدوائر المعنية، ويمثل المحطة القانونية الأخيرة للمرشحين الذين سعوا لتغيير النتائج عبر القضاء.

خلفية عن العملية الانتخابية والسياق القانوني
أجريت انتخابات مجلس النواب المصري في أواخر عام 2020 على مرحلتين، وشملت المرحلة الأولى عدداً من المحافظات المصرية. ووفقاً للإجراءات القانونية المتبعة، تتيح القوانين للمرشحين الذين لديهم اعتراضات على سير العملية الانتخابية أو فرز الأصوات تقديم طعون أمام القضاء الإداري. تعد هذه الطعون جزءاً أساسياً من آليات ضمان نزاهة وشفافية الانتخابات، حيث يتم فحصها بدقة للبت في أي مخالفات محتملة.
تلعب المحكمة الإدارية العليا، وهي أعلى هيئة قضائية في مجلس الدولة المصري، دوراً محورياً في هذا السياق. فالأحكام الصادرة عنها في المنازعات الانتخابابية تكون نهائية وغير قابلة للطعن عليها بأي طريقة أخرى. هذا الأمر يمنح قراراتها قوة قانونية مطلقة، وينهي أي جدل حول شرعية النتائج المعتمدة، مما يسمح للمؤسسات الدستورية بالمضي قدماً في تشكيلها النهائي.
تفاصيل الحكم القضائي وأسبابه
صدر الحكم في نوفمبر 2020، حيث نظرت دائرة فحص الطعون بالمحكمة الإدارية العليا مجموعة من الطعون التي قدمها مرشحون خاسرون في دوائر انتخابية مختلفة ضمن المرحلة الأولى. تركزت معظم هذه الطعون على ادعاءات بوجود مخالفات إجرائية أثناء عمليات الاقتراع والفرز، أو الطعن في أهلية المرشحين الفائزين.
وجاء قرار المحكمة بـ"عدم قبول" الطعون الأربعة عشر، وهو مصطلح قانوني يعني غالباً أن الطعن لم يستوفِ الشروط الشكلية أو الإجرائية اللازمة لنظره، أو أنه افتقر إلى الأدلة والمستندات الكافية التي تدعم الادعاءات الواردة فيه. وبموجب هذا الحكم، لم تتطرق المحكمة إلى موضوع الطعون نفسها، بل رفضتها من الأساس، مما يعني تأييداً كاملاً لقرارات الهيئة الوطنية للانتخابات وصحة الإجراءات التي اتبعتها في إعلان النتائج.
الأهمية والتأثير على المشهد السياسي
يحمل هذا الحكم أهمية بالغة لعدة أسباب. أولاً، أنهى حالة الجدل والترقب في الدوائر الانتخابية التي كانت نتائجها محل طعن، وأضفى الشرعية النهائية على نوابها الفائزين، مما مكنهم من ممارسة مهامهم التشريعية دون أي عوائق قانونية. ثانياً، عزز الحكم الثقة في الإجراءات التي تشرف عليها الهيئة الوطنية للانتخابات، وأكد على الدور الرقابي الحاسم للقضاء الإداري كضامن لسلامة العملية الديمقراطية.
على المستوى السياسي الأوسع، ساهم حسم هذه الطعون في استقرار التكوين النهائي لمجلس النواب، وسمح باستكمال الإجراءات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الانتخابات والانتقال إلى مرحلة العمل التشريعي للبرلمان الجديد. ويعد هذا القرار مثالاً على كيفية تفاعل السلطة القضائية مع العمليات السياسية لضمان تطبيق القانون وحماية إرادة الناخبين كما تم التعبير عنها في صناديق الاقتراع.




