اليونيسف تحذر: سكان غزة يواجهون أزمة غذائية حادة ووضعاً إنسانياً كارثياً
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف، تحذيرات متكررة حول التدهور السريع والمريع للوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكدة أن السكان، وبشكل خاص الأطفال، يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي ونقص حاد في أساسيات الحياة. وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الصراع الذي أدى إلى انهيار شبه كامل للبنى التحتية والخدمات الأساسية في القطاع.

تفاصيل الأزمة الإنسانية
وفقًا لتقارير ميدانية حديثة صادرة عن المنظمة وشركائها، يعاني القطاع من أزمة متعددة الأوجه. فالإضافة إلى الدمار الواسع في المساكن والمرافق الصحية، يواجه السكان صعوبة بالغة في الحصول على مياه شرب نظيفة، مما يفاقم من خطر تفشي الأمراض. وتشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص نزحوا من منازلهم ويعيشون في ظروف مكتظة وغير صحية، معتمدين بشكل كلي على المساعدات الإنسانية التي تصل بكميات محدودة جدًا.
الأزمة الغذائية هي الأكثر إلحاحًا، حيث حذرت جهات دولية من أن أجزاء من القطاع، خاصة في الشمال، باتت على شفا مجاعة وشيكة. وقد أدت القيود المفروضة على دخول المساعدات وتدمير الأراضي الزراعية ومرافق إنتاج الغذاء إلى ندرة شديدة في المواد الغذائية الأساسية، مما دفع أسعارها إلى مستويات لا يمكن للغالبية العظمى من السكان تحملها.
التأثير المدمر على الأطفال
تُسلط اليونيسف الضوء بشكل خاص على الأثر المدمر للأزمة على الأطفال، الذين يشكلون الشريحة الأكثر ضعفًا. وقد سجلت المنظمة ارتفاعًا مقلقًا في معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة، مما يعرضهم لخطر الوفاة أو لمشاكل صحية ونمائية طويلة الأمد. وتتمثل أبرز المخاطر التي يواجهها أطفال غزة في:
- سوء التغذية الحاد: يعاني عدد كبير من الأطفال، خصوصًا في شمال غزة، من الهزال الشديد الذي يهدد حياتهم بشكل مباشر ويتطلب علاجًا فوريًا.
- الأمراض المعدية: أدى انهيار أنظمة المياه والصرف الصحي إلى زيادة انتشار أمراض مثل الإسهال والكوليرا، والتي تكون قاتلة للأطفال الذين يعانون من ضعف المناعة بسبب الجوع.
- الصدمات النفسية: يعيش الأطفال في حالة من الخوف المستمر نتيجة القصف والنزوح وفقدان أفراد من عائلاتهم، مما يترك آثارًا نفسية عميقة قد تستمر مدى الحياة.
معوقات وصول المساعدات
أكدت اليونيسف مرارًا أن حجم المساعدات التي يُسمح بدخولها إلى غزة لا يلبي جزءًا بسيطًا من الاحتياجات الهائلة على الأرض. وتواجه الوكالات الإنسانية تحديات لوجستية وأمنية كبيرة، بما في ذلك صعوبة التنقل داخل القطاع بسبب الطرق المدمرة والعمليات العسكرية المستمرة، بالإضافة إلى الإجراءات المعقدة عند المعابر الحدودية التي تعرقل وتؤخر وصول الإمدادات الحيوية مثل الغذاء والدواء والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه.
دعوات ومناشدات دولية
بناءً على هذا الواقع المأساوي، جددت اليونيسف دعوتها العاجلة للمجتمع الدولي وجميع أطراف النزاع إلى ضرورة التحرك الفوري. وتتركز هذه الدعوات على ضمان وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والسماح بوصول المساعدات بشكل آمن وسريع ودون أي عوائق إلى جميع أنحاء قطاع غزة. كما شددت المنظمة على حتمية حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وفقًا للقانون الإنساني الدولي، لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح ومنع تفاقم الكارثة الإنسانية.





