بعد انتقاده لترامب.. الولايات المتحدة تلغي تأشيرة الأديب النيجيري الحائز على نوبل
أعلن الكاتب النيجيري وولي سوينكا، الحائز على جائزة نوبل للآداب، عن إلغاء تأشيرته لدخول الولايات المتحدة في أعقاب مواقفه المعلنة ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. جاء هذا التطور بعد فترة وجيزة من تخلّي سوينكا طواعية عن بطاقة إقامته الدائمة في الولايات المتحدة (البطاقة الخضراء) احتجاجًا على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
خلفية القرار وتعهد سوينكا
قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، كان وولي سوينكا قد صرّح علنًا بأنه سيمزق بطاقته الخضراء في حال فوز دونالد ترامب، معتبرًا أن وصوله إلى السلطة يمثل تراجعًا في القيم الإنسانية. وعقب إعلان النتائج، أكد سوينكا في أواخر عام 2016 أنه أوفى بعهده، موضحًا أنه لم يقم بتمزيق البطاقة بالمعنى الحرفي، بل أعادها إلى السفارة الأمريكية وأبلغهم بتنازله عن وضع الإقامة الدائمة، ليغادر البلاد بعدها معلنًا عدم نيته العودة طالما بقي ترامب في السلطة.
تطورات إلغاء التأشيرة
بعد تخليه عن الإقامة الدائمة، تلقى سوينكا دعوة للمشاركة في إحدى الفعاليات الثقافية بالولايات المتحدة. وعندما توجه إلى القنصلية الأمريكية في لاغوس بنيجيريا للحصول على تأشيرة دخول غير متعلقة بالإقامة، فوجئ بأن تأشيرته السابقة قد أُلغيت وأن اسمه مدرج ضمن قائمة تتطلب إجراءات خاصة. وصف الأديب النيجيري الشهير الإجراءات التي خضع لها بأنها كانت أشبه بـ"الاستجواب"، مما دفعه إلى التراجع عن خططه للسفر وإلغاء مشاركته في الحدث. واعتبر سوينكا أن هذه المعاملة كانت نتيجة مباشرة للمناخ السياسي الجديد الذي فرضته إدارة ترامب.
الأهمية والسياق السياسي
أثارت قضية وولي سوينكا اهتمامًا إعلاميًا واسعًا، حيث سلطت الضوء على التوترات بين الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت وشخصيات دولية بارزة تنتقد سياساتها. واعتُبرت هذه الحادثة مؤشرًا على تضييق مساحة حرية التعبير وتزايد التدقيق في خلفيات الزوار الأجانب، خاصة أولئك الذين يعبرون عن آراء سياسية معارضة. وتزامنت هذه الواقعة مع سياسات الهجرة المشددة التي تبنتها إدارة ترامب، بما في ذلك الأمر التنفيذي المثير للجدل المعروف بـ"حظر السفر". ويمكن تلخيص أهمية الحدث في النقاط التالية:
- رمزية الشخصية: يُعد سوينكا رمزًا أدبيًا وسياسيًا عالميًا، ومواقفه المناهضة للأنظمة الاستبدادية أكسبته احترامًا دوليًا، مما جعل استهدافه ذا دلالة خاصة.
- حرية التعبير: أثارت القضية تساؤلات حول مدى تسامح الولايات المتحدة مع الأصوات الناقدة، وهو ما يتعارض مع صورتها كمنارة للديمقراطية وحرية الرأي.
- سياسات الهجرة: عكست الحادثة النهج المتشدد لإدارة ترامب في قضايا الهجرة والتأشيرات، والذي أثر على العديد من الأكاديميين والفنانين والنشطاء حول العالم.
لم تصدر السلطات الأمريكية أي توضيح رسمي حول أسباب إلغاء تأشيرة سوينكا، مشيرة إلى قوانين الخصوصية التي تمنع مناقشة قضايا التأشيرات الفردية علنًا. إلا أن الحادثة بقيت مثالًا بارزًا على التحديات التي واجهت العلاقات الدبلوماسية والثقافية خلال تلك الفترة.





