تجديدات واسعة في البيت الأبيض خلال ولاية ترامب
خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الممتدة من عام 2017 إلى 2021، شهد البيت الأبيض، المقر الرسمي لرئيس الولايات المتحدة، سلسلة من التغييرات والتجديدات البارزة. أشرفت السيدة الأولى ميلانيا ترامب على العديد من هذه المشاريع التي تراوحت بين أعمال الصيانة الضرورية والتحديثات الجمالية، وصولاً إلى إعادة تصميم مساحات تاريخية، مما أثار اهتماماً عاماً وإعلامياً واسعاً.

تجديد حديقة الورود
يُعد مشروع تجديد حديقة الورود، الذي تم في أغسطس 2020، من أبرز التعديلات التي جرت في عهد ترامب. أعلنت ميلانيا ترامب أن الهدف من المشروع هو استعادة الحديقة لتصميمها الأصلي الذي وضعته راشيل "باني" ميلون عام 1962 في عهد الرئيس جون كينيدي. شملت الأعمال تحسين أنظمة الصرف والري، وتحديث البنية التحتية للإضاءة والصوت، بالإضافة إلى وضع ممرات جديدة من الحجر الجيري وإعادة زراعة أنواع مختلفة من الزهور، أبرزها الورود البيضاء والملونة.
أثار المشروع جدلاً كبيراً، خاصة بعد إزالة عشر أشجار من نوع التفاح السلطعوني (crabapple) كانت قد زُرعت في عهد جاكلين كينيدي. وفي مواجهة الانتقادات، أوضح البيت الأبيض أن الأشجار نُقلت إلى عهدة خدمة المتنزهات الوطنية للعناية بها وإعادة زراعتها في مكان آخر داخل أراضي البيت الأبيض، وذلك لأنها كانت تسبب ظلاً كبيراً يعيق نمو النباتات الأخرى.
تغييرات في الديكور الداخلي
كما هو معتاد مع كل إدارة جديدة، أجرى الرئيس ترامب تغييرات على ديكور المكتب البيضاوي فور توليه منصبه. استبدل الستائر القرمزية التي كانت موجودة في عهد الرئيس باراك أوباما بأخرى ذات لون ذهبي، واختار سجادة "شعاع الشمس" التي صُممت في عهد إدارة جورج دبليو بوش. بالإضافة إلى ذلك، شملت التحديثات الداخلية تغيير ورق الجدران في "الغرفة الحمراء" وتجديد أقمشة المفروشات في "الغرفة الزرقاء"، وهي تعديلات تهدف إلى الحفاظ على رونق هذه القاعات التاريخية.
إضافات ومرافق جديدة
شهدت أراضي البيت الأبيض إضافة منشآت جديدة خلال هذه الفترة. ففي عام 2019، بدأ العمل على بناء جناح جديد للتنس، تم الانتهاء منه في عام 2020. تميز الجناح بتصميمه الكلاسيكي المتوافق مع الطراز المعماري للبيت الأبيض. وأكدت الإدارة أن المشروع تم تمويله بالكامل من خلال تبرعات خاصة، دون استخدام أموال دافعي الضرائب. كما خضعت صالة البولينج الموجودة في مبنى أيزنهاور التنفيذي لعملية تجديد وتحديث.
أعمال صيانة وتحديث شاملة
إلى جانب التغييرات الجمالية، خضع البيت الأبيض لأعمال صيانة أساسية خلال فترة ولاية ترامب. ففي أغسطس 2017، استغلت الإدارة غياب الرئيس في "إجازة عمل" لمدة 17 يوماً لتنفيذ عملية تحديث واسعة النطاق شملت نظام التكييف والتهوية الذي كان يعمل منذ 27 عاماً. كما تم طلاء الجناح الغربي بالكامل واستبدال السجاد، وهي خطوات ضرورية للحفاظ على سلامة المبنى التاريخي وتحديث بنيته التحتية.
تعكس هذه التجديدات، سواء كانت مثيرة للجدل أو روتينية، التقليد المستمر لكل إدارة رئاسية في ترك بصمتها الخاصة على البيت الأبيض، مع الموازنة بين الحفاظ على طابعه التاريخي وتلبية الاحتياجات المعاصرة للمقر الرئاسي.





