ترامب يتوقع انضمام دول من آسيا الوسطى إلى اتفاقيات إبراهيم
أفادت تقارير بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد صرح بأن عدداً من دول آسيا الوسطى تستعد للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، وهي المبادرة الدبلوماسية التي أُطلقت في عهده بهدف تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية. ويأتي هذا التصريح ليشير إلى توسع محتمل للإطار الإقليمي للسلام والتعاون الاقتصادي ليشمل منطقة جيوسياسية جديدة وحيوية.

خلفية عن اتفاقيات إبراهيم
تمثل اتفاقيات إبراهيم تحولاً استراتيجياً في دبلوماسية الشرق الأوسط، حيث تم إطلاقها في عام 2020 بوساطة من الإدارة الأمريكية آنذاك. وقد أدت هذه الاتفاقيات إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين، لتنضم إليهما لاحقاً السودان والمغرب. كانت الفكرة الأساسية وراء الاتفاقيات هي تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني والتكنولوجي، وتجاوز عقود من العداء، وفتح آفاق جديدة للسلام في المنطقة بمعزل عن المسار التقليدي الذي كان يشترط حل القضية الفلسطينية أولاً.
شملت الاتفاقيات مجموعة واسعة من مجالات التعاون، منها الطيران المباشر، والاستثمار، والسياحة، والأمن المائي والغذائي، مما أرسى أساساً لعلاقات طبيعية ومستدامة بين الدول الموقعة.
الأهمية الاستراتيجية لضم آسيا الوسطى
إن انضمام دول من آسيا الوسطى، مثل كازاخستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، إلى هذه الاتفاقيات سيشكل تطوراً دبلوماسياً بالغ الأهمية لعدة أسباب:
- توسيع النطاق الجغرافي: سيؤدي ذلك إلى نقل الاتفاقيات من نطاقها الشرق أوسطي إلى منطقة آسيا الوسطى، التي تتمتع بأهمية استراتيجية كبرى لوقوعها على مفترق طرق بين أوروبا وآسيا، ومجاورتها لقوى عالمية مثل روسيا والصين.
- البعد الاقتصادي: تمتلك دول آسيا الوسطى موارد طبيعية هائلة وإمكانات اقتصادية واعدة. ومن شأن ربطها بالمنظومة الاقتصادية لاتفاقيات إبراهيم أن يفتح أسواقاً جديدة للاستثمار والتجارة، خاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والزراعة والطاقة.
- تغيير التحالفات: قد يمثل هذا التوسع إعادة تشكيل للتحالفات في المنطقة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز نفوذها في آسيا الوسطى لموازنة التأثير المتنامي لروسيا والصين. وتعتبر هذه الدول تقليدياً ضمن دائرة النفوذ الروسي.
التحديات وردود الفعل المحتملة
رغم الأهمية الكبيرة لهذه الخطوة المحتملة، فإنها لا تخلو من تحديات. فدول آسيا الوسطى تنتهج سياسات خارجية حذرة تهدف إلى الحفاظ على توازن في علاقاتها مع القوى الكبرى. وأي تقارب كبير مع إطار ترعاه الولايات المتحدة قد يثير قلق موسكو وبكين. علاوة على ذلك، قد يكون هناك رأي عام داخلي في هذه الدول ذات الأغلبية المسلمة يجب أخذه في الاعتبار عند اتخاذ قرار تاريخي مثل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
حتى الآن، لم تصدر أي تأكيدات رسمية من حكومات دول آسيا الوسطى بخصوص نيتها الانضمام إلى الاتفاقيات. ويبقى تصريح ترامب في إطار التوقعات السياسية، وإن كان يعكس رؤية إدارته السابقة وطموحاتها لتوسيع دائرة السلام الإقليمي التي بدأتها.
نظرة مستقبلية
إذا ما تحققت توقعات ترامب، فإن ذلك سيمثل نجاحاً إضافياً لإرثه في السياسة الخارجية ويعزز من مكانة اتفاقيات إبراهيم كإطار عمل فعال لتحقيق الاستقرار والازدهار. وسيترقب المراقبون الدوليون أي خطوات عملية قد تتخذها دول آسيا الوسطى في هذا الاتجاه، لما لذلك من تداعيات عميقة على المشهد الجيوسياسي في كل من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.




