ترامب يحذر حماس من 'التدمير التام' ويدعو للسلام في الشرق الأوسط
أدلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات لافتة خلال فترة رئاسته، حذر فيها حركة حماس من أن البديل عن مسار السلام قد يكون "التدمير التام"، مؤكداً في الوقت ذاته أن كافة الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة، تفضل السلام وأن الجميع قد "سئم من القتال". جاءت هذه التصريحات في سياق جهود إدارته للتوصل إلى تسوية في الشرق الأوسط، وفي ظل جولات متكررة من التوترات والمواجهات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

خلفية التصريحات وسياسة الإدارة الأمريكية
تعكس تصريحات ترامب نهج إدارته الذي جمع بين الضغط الأقصى وعرض الحوافز الاقتصادية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كانت هذه السياسة جزءاً من رؤية أوسع عُرفت إعلامياً بـ"صفقة القرن"، والتي هدفت إلى إنهاء الصراع عبر خطة واجهت رفضاً قاطعاً من الجانب الفلسطيني لاعتبارها منحازة بشكل كبير لإسرائيل. ارتكزت استراتيجية ترامب على عدة محاور رئيسية:
- دعم مطلق لإسرائيل، تجلى في قرارات تاريخية مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
- ممارسة ضغوط اقتصادية وسياسية على السلطة الفلسطينية والفصائل الأخرى لدفعها نحو القبول بالخطة الأمريكية.
- تشجيع التطبيع بين إسرائيل والدول العربية عبر "اتفاقيات أبراهام"، بهدف خلق ديناميكية إقليمية جديدة تعزل الفصائل الرافضة لعملية السلام.
في هذا الإطار، كانت رسائل ترامب إلى حماس تهدف إلى توضيح أن استمرار المواجهة العسكرية لن يكون في صالحها، وأن البديل المقترح من واشنطن، على الرغم من عيوبه من وجهة نظر فلسطينية، يبقى أفضل من خيار المواجهة الشاملة التي قد تؤدي إلى دمار واسع في غزة.
سياق وقف إطلاق النار والجهود الإقليمية
تزامنت تصريحات ترامب غالباً مع جهود إقليمية ودولية، قادتها مصر وقطر والأمم المتحدة، للتوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار أو تهدئة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل. كانت هذه الجهود تهدف إلى منع تصعيد الأوضاع في قطاع غزة، الذي يعاني من حصار إسرائيلي وأزمات إنسانية متفاقمة. وكان ترامب يشير إلى أن نجاح هذه الهدنة يمثل فرصة يجب استغلالها للبناء عليها نحو سلام أشمل، مشدداً على أن "الجميع سئم من القتال" ويرغب في تحقيق الاستقرار والازدهار.
الأهمية والتأثير
تكمن أهمية هذه التصريحات في أنها تلخص الاستراتيجية الأمريكية غير التقليدية التي تبناها دونالد ترامب. فبدلاً من اتباع المسار الدبلوماسي التقليدي الذي يضع الولايات المتحدة كوسيط محايد، وضعت إدارة ترامب نفسها كحليف قوي لإسرائيل، مستخدمة لغة مباشرة وحادة للضغط على خصومها. ورغم أن هذه السياسة لم تنجح في حل القضية الفلسطينية، إلا أنها أدت إلى تحولات جيوسياسية كبرى في المنطقة، أبرزها تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وهو ما غير خريطة التحالفات في الشرق الأوسط بشكل دائم.





