ترامب يدعو حماس إلى نزع سلاحها والتخلي عن العنف
في خطاب بارز ألقاه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض في مايو 2017، وجه دعوة صريحة إلى حركة حماس لنزع سلاحها والتوقف عن ممارسة العنف، وذلك في إطار رؤيته لمكافحة ما أسماه "التطرف الإسلامي". جاءت هذه التصريحات خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية، والتي شكلت حجر الزاوية في أولى جولات ترامب الخارجية، وهدفت إلى إعادة تشكيل العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي.

خلفية الخطاب وأهدافه الرئيسية
ألقى ترامب خطابه أمام قادة وممثلي أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، محاولاً تقديم رؤية جديدة للسياسة الأمريكية في المنطقة. ابتعد الخطاب عن لغة الانتقاد لسجلات حقوق الإنسان، وركز بدلاً من ذلك على ضرورة تشكيل جبهة موحدة ضد الجماعات المتطرفة. وقد وصف ترامب المعركة بأنها ليست صراعاً بين الأديان أو الحضارات، بل "معركة بين الخير والشر"، محمّلاً قادة المنطقة مسؤولية "طرد الإرهابيين من أراضيهم".
في هذا السياق، قام ترامب بتسمية عدد من المنظمات التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والقاعدة، وحزب الله، وحركة حماس، مؤكداً على أن هذه الجماعات لا تجلب سوى الدمار والموت.
الدعوة المباشرة لنزع سلاح حماس
كانت دعوة ترامب لحركة حماس بإلقاء سلاحها جزءاً محورياً من خطابه المتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لم تكن هذه الدعوة مجرد مطلب أمني، بل ارتبطت برؤية أوسع تدعو إلى إنهاء دور الجماعات المسلحة غير الحكومية في المنطقة. أكد ترامب على أن السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار وجود جماعات مسلحة تدعو إلى تدمير إسرائيل، حسب وصفه.
جاءت هذه الدعوة متماشية مع الموقف الأمريكي التقليدي ومطالب الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة)، التي تشترط على حماس لنيل الاعتراف الدولي ما يلي:
- الاعتراف بإسرائيل.
- نبذ العنف.
- احترام الاتفاقيات السابقة الموقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
ردود الفعل على تصريحات ترامب
أثارت تصريحات ترامب تبايناً في ردود الفعل. فمن جانبها، رفضت حركة حماس الدعوة بشدة، واعتبرت في بيان لها أن خطاب ترامب "منحاز بالكامل" لإسرائيل ويشكل تدخلاً في الشؤون الفلسطينية. وأكدت الحركة على أن سلاحها موجه "للدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقاومة الاحتلال".
في المقابل، رحبت الحكومة الإسرائيلية بالخطاب ترحيباً حاراً. واعتبر المسؤولون الإسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو، أن تحديد ترامب لحماس كجزء من مشكلة الإرهاب العالمية يمثل دعماً قوياً لموقف إسرائيل الأمني. كما حظي الخطاب بقبول واسع بين القادة العرب الحاضرين في القمة، خاصة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، الذين رأوا فيه بداية لنهج أمريكي أكثر حزماً تجاه إيران والجماعات المدعومة منها في المنطقة.
الأهمية السياسية وتداعيات الخطاب
يعتبر خطاب الرياض نقطة تحول في سياسة إدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط. فقد وضع الخطاب أسس استراتيجية تقوم على بناء تحالفات إقليمية لمواجهة التهديدات المشتركة، بدلاً من التدخل العسكري الأمريكي المباشر. كما مهد الطريق لاحقاً لجهود دبلوماسية أثمرت عن "اتفاقيات أبراهام" لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
على صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رسخت هذه التصريحات الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل، والذي تجلى لاحقاً في قرارات مثيرة للجدل مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. وبقيت دعوة نزع سلاح حماس مطلباً ثابتاً في السياسة الأمريكية، حيث يُنظر إلى الحركة كعقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين وأي تسوية سياسية مستقبلية.




