ترامب يرى أن شي جين بينغ يمكنه لعب دور حاسم في إنهاء الصراع الأوكراني
أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مجدداً على قناعته بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ يمتلك القدرة على لعب دور محوري ومؤثر في التوصل إلى تسوية سلمية للصراع الدائر في أوكرانيا. تأتي هذه التصريحات في سياق حملته الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض، وتعكس رؤيته الخاصة للسياسة الخارجية التي تعتمد بشكل كبير على العلاقات الشخصية مع قادة العالم، حتى أولئك الذين تعتبرهم واشنطن خصوماً استراتيجيين.

خلفية الموقف والسياق العام
تستند رؤية ترامب إلى العلاقة التي بناها مع الرئيس الصيني خلال فترة رئاسته، والتي شهدت مفاوضات تجارية مباشرة بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم. وعلى الرغم من التوترات التجارية، لطالما أشاد ترامب بشي جين بينغ واصفاً إياه بأنه قائد "ذكي" و"قوي". ويرى ترامب أن هذه العلاقة الشخصية، بالإضافة إلى نفوذ الصين الاقتصادي والسياسي على روسيا، تجعل من شي جين بينغ شخصية لا يمكن تجاهلها في أي مساعٍ جادة لإنهاء الحرب.
في المقابل، تتبنى الصين موقفاً معقداً من الصراع. فبينما تدعو رسمياً إلى احترام سيادة الدول وتطرح مبادرات للسلام، مثل خطتها المكونة من 12 نقطة، فإنها لم تدن الغزو الروسي بشكل صريح وحافظت على شراكتها الاستراتيجية مع موسكو، مما يثير شكوك الدول الغربية حول حيادها الفعلي.
تفاصيل تصريحات ترامب
ظهرت هذه القناعة لدى ترامب في عدة مناسبات، أبرزها في مقابلة صحفية في أبريل 2023، حيث صرح بوضوح أن شي جين بينغ لديه القدرة على التأثير في مجريات الأمور. ويقترح ترامب أن استخدامه لعلاقاته الشخصية مع كل من الرئيسين الروسي والصيني يمكن أن يسرّع من إنهاء القتال، وهو ما يتماشى مع تعهده المتكرر بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة إذا تم انتخابه رئيساً.
لم يقدم ترامب تفاصيل دقيقة حول كيفية إقناع شي جين بينغ بلعب هذا الدور، لكنه يلمح إلى أن الجمع بين الضغط الدبلوماسي والمصالح الاقتصادية المشتركة يمكن أن يشكل أساساً لمفاوضات ناجحة.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكمن أهمية هذه التصريحات في أنها تقدم رؤية بديلة ومختلفة جذرياً عن نهج إدارة الرئيس جو بايدن الحالية. فبينما تركز الإدارة الحالية على عزل روسيا وتقديم دعم عسكري واقتصادي واسع لأوكرانيا، مع تحذير الصين من مغبة تقديم الدعم لموسكو، يطرح ترامب فكرة إشراك الصين كطرف فاعل في الحل.
يثير هذا النهج جدلاً واسعاً داخل الولايات المتحدة وخارجها، حيث يرى فيه المؤيدون مقاربة براغماتية قد تنجح في تحقيق السلام، بينما يعتبره النقاد بمثابة مكافأة للصين على موقفها الغامض وقد يقوض الوحدة الغربية الداعمة لأوكرانيا. وفي حال عودة ترامب إلى السلطة، فإن هذا الموقف قد يؤدي إلى تحول كبير في الديناميكيات الجيوسياسية المتعلقة بالصراع، مع ما يحمله ذلك من فرص ومخاطر.





