ترامب يهاجم مراسل رويترز ويصفه بـ'الدرجة الثالثة' خلال مؤتمر صحفي
في إحدى الوقائع التي عكست التوتر المستمر بين إدارته ووسائل الإعلام، وجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انتقادًا حادًا لمراسل وكالة رويترز، واصفًا إياه بأنه "من الدرجة الثالثة" خلال مؤتمر صحفي عُقد في حديقة الورود بالبيت الأبيض في أكتوبر 2018. جاء هذا الهجوم اللفظي بعد أن حاول المراسل طرح سؤال لم يرق للرئيس.

تفاصيل الواقعة
كان المؤتمر الصحفي مخصصًا في الأصل للإعلان عن اتفاقية التجارة الجديدة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، والتي جاءت كبديل لاتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا). وبعد أن أجاب ترامب على سؤال أولي من مراسل رويترز في البيت الأبيض، جيف ماسون، حول الاتفاقية التجارية، حاول ماسون طرح سؤال متابعة حول موضوع مختلف تمامًا كان يهيمن على الأخبار في ذلك الوقت.
كان السؤال الإضافي يتعلق بالتحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بشأن مزاعم الاعتداء الجنسي ضد مرشح المحكمة العليا آنذاك، بريت كافانو. رفض ترامب على الفور الإجابة على السؤال، مشيرًا إلى أنه يريد التركيز على موضوع التجارة. وعندما أصر ماسون على طرح سؤاله، قاطعه ترامب قائلًا: "لا تفعل ذلك. هل تعلم؟ أنت مراسل من الدرجة الثالثة". ثم انتقل إلى مراسل آخر وتجاهل ماسون تمامًا.
السياق والخلفية
لم تكن هذه الحادثة معزولة، بل كانت جزءًا من نمط متكرر من المواجهات بين الرئيس ترامب والصحفيين الذين كان يعتبرهم ناقدين له أو يطرحون أسئلة "غير عادلة". طوال فترة رئاسته، استخدم ترامب مصطلح "الأخبار الكاذبة" لوصف التغطية الإعلامية التي لم تعجبه، وكثيرًا ما كان يستهدف مؤسسات إعلامية بارزة ومراسلين محددين بهجمات شخصية خلال المؤتمرات الصحفية أو عبر حسابه على تويتر.
جاءت هذه الواقعة في وقت سياسي مشحون للغاية، حيث كانت جلسات الاستماع لتثبيت القاضي بريت كافانو في المحكمة العليا تثير جدلًا واسعًا في البلاد. كانت إدارة ترامب تسعى إلى تسليط الضوء على إنجازاتها، مثل الاتفاقية التجارية الجديدة، بينما كان الإعلام يركز بشكل كبير على قضية كافانو، مما أدى إلى احتكاك مستمر بين الجانبين.
الأهمية وردود الفعل
أثارت تصريحات ترامب ضد جيف ماسون انتقادات فورية من قبل جمعيات الصحافة والمدافعين عن حرية الإعلام. اعتبر الكثيرون أن هذا السلوك يمثل محاولة لترهيب الصحفيين ومنعهم من أداء واجبهم في مساءلة المسؤولين الحكوميين. وأصدرت جمعية مراسلي البيت الأبيض (WHCA) في ذلك الوقت بيانات تدافع عن حق المراسلين في طرح أسئلة صعبة دون التعرض لإهانات شخصية من المسؤولين، مؤكدة على أن الصحافة الحرة هي ركيزة أساسية للديمقراطية.
تُعد هذه الواقعة مثالًا بارزًا على العلاقة المتوترة التي ميزت فترة رئاسة دونالد ترامب مع وسائل الإعلام، حيث أصبحت المواجهات المباشرة والاتهامات المتبادلة سمة شائعة في المشهد السياسي الأمريكي خلال تلك الفترة.





