ترقب إعلان أميركي لانضمام دولة جديدة لاتفاقات أبراهام، ومصادر تشير إلى كازاخستان
كانت الأوساط الدبلوماسية تترقب بفارغ الصبر إعلاناً مهماً من قبل الإدارة الأميركية يتعلق بتوسيع اتفاقات إبراهام. ووفقاً لما أفاد به المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، كان من المتوقع أن يعلن الرئيس دونالد ترمب في مساء يوم خميس محدد، وتحديداً في الساعة السادسة والنصف بالتوقيت المحلي (توقيت واشنطن على الأرجح)، عن انضمام دولة جديدة لهذه الاتفاقات التاريخية. وقد أشارت مصادر أميركية، بحسب تقارير لموقع "أكسيوس" الإخباري آنذاك، إلى أن الدولة المعنية بهذا الإعلان المرتقب هي كازاخستان، في تطور كان من شأنه أن يمثل توسعاً جغرافياً ودبلوماسياً لافتاً لنطاق هذه الاتفاقات.

خلفية اتفاقات أبراهام
تمثل اتفاقات إبراهام سلسلة من اتفاقيات التطبيع التاريخية التي توسطت فيها الولايات المتحدة في عام 2020، وتهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. حملت هذه الاتفاقات اسم النبي إبراهيم، الذي يعتبر شخصية مقدسة في الديانات الإبراهيمية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام)، في رمزية للسلام والتعايش بين الشعوب. وكانت البداية مع توقيع الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين على هذه الاتفاقات في البيت الأبيض في شهر سبتمبر 2020. تلا ذلك انضمام كل من السودان والمغرب، مما أرسى سابقة دبلوماسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والأمني والثقافي بين الأطراف المعنية. لقد مثلت هذه الاتفاقات نقطة تحول في السياسة الخارجية الأميركية بالمنطقة، حيث ركزت إدارة ترمب على تعزيز الشراكات الإقليمية وتجاوز الخلافات التقليدية.
أهمية الإعلان المرتقب
كان إعلان انضمام دولة جديدة لاتفاقات أبراهام يحمل أهمية استراتيجية بالغة. فكل إضافة جديدة لهذه الاتفاقات تساهم في تعزيز مسار التطبيع، وتوسيع شبكة العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل في المنطقة وما وراءها. كان من شأن ذلك أن يبعث رسالة قوية حول فعالية الدبلوماسية الأميركية ورغبة المزيد من الدول في الانخراط في "مقاربة السلام" الجديدة التي تبنتها واشنطن. هذا التوسع لم يكن ليقتصر على مجرد التوقيع على وثائق دبلوماسية، بل كان يهدف إلى خلق واقع جديد من التعاون المشترك في مجالات عدة، مثل التكنولوجيا، التجارة، السياحة، وحتى الأمن الإقليمي. كما كان من شأنه أن يساهم في إضعاف الخطاب المناهض للتطبيع، وإظهار أن السلام الإقليمي يمكن أن يتحقق من خلال الشراكات المباشرة والمصالح المشتركة.
السياق المحيط بكازاخستان
كانت الإشارة إلى كازاخستان كمرشح محتمل للانضمام لاتفاقات أبراهام أمراً مثيراً للاهتمام بشكل خاص، نظراً لموقعها الجغرافي وسياقها السياسي الذي يختلف عن الدول العربية التي سبقتها. تقع كازاخستان في آسيا الوسطى، وهي دولة ذات أغلبية سكانية مسلمة ولكنها تتبع نظاماً علمانياً قوياً. لقد أقامت كازاخستان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ عام 1992، وتتمتع بعلاقات تجارية واقتصادية نشطة معها، خاصة في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا. لذلك، لم يكن الحديث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل جديداً تماماً عليها. ومع ذلك، فإن الانضمام الرسمي لاتفاقات أبراهام كان سيمثل نقلة نوعية في علاقاتها، وربما إشارة إلى رغبتها في تعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهة نفوذ قوى إقليمية أخرى مثل روسيا والصين. كان هذا الاختيار سيضيف بعداً جيوسياسياً جديداً للاتفاقات، يمتد إلى ما وراء الشرق الأوسط التقليدي، ويشير إلى نموذج أوسع للتقارب الدبلوماسي. هذا السياق كان يفسر سبب أهمية تقارير "أكسيوس" وتوقعاتها في الأوساط الدبلوماسية.
أدوار رئيسية وتوقيت الإعلان
كان دور إدارة الرئيس دونالد ترمب محورياً في دفع اتفاقات أبراهام، وقد أوكلت مهام دبلوماسية حاسمة لعدد من المبعوثين. في هذا السياق، أكد المبعوث الخاص ستيف ويتكوف على الجاهزية للإعلان المرتقب. كانت التفاصيل الدقيقة للتوقيت، مساء الخميس في السادسة والنصف بالتوقيت المحلي (واشنطن)، تشير إلى ترتيبات دقيقة للإعلان من قبل البيت الأبيض. هذا التحديد الزمني كان يهدف على الأرجح إلى زيادة الاهتمام الإعلامي وضمان أقصى قدر من التغطية، ليعكس الأهمية التي أولتها الإدارة الأميركية لهذه المبادرات الدبلوماسية. كان هذا الإعلان ليؤكد على استراتيجية واشنطن في إحداث تحولات جيوسياسية عبر تعزيز الروابط بين حلفائها وشركائها.
في الختام، كانت الأجواء مشحونة بالترقب حول هذا الإعلان المحتمل، الذي كان من شأنه أن يمثل خطوة إضافية في جهود إدارة ترمب لتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي من خلال تطبيع العلاقات. وإذا ما تأكد انضمام كازاخستان، لكان ذلك قد أضاف طبقة جديدة من التعقيد والأهمية لاتفاقات أبراهام، موسعاً نطاق تأثيرها إلى منطقة آسيا الوسطى، ومعيداً تعريف حدود الدبلوماسية الإقليمية.




