تصريحات خليل الحية: حماس تلقت تطمينات دولية بانتهاء المواجهة في غزة
أعلن القيادي البارز في حركة حماس، خليل الحية، في تصريحات أعقبت وقف إطلاق النار في مايو 2021، أن الحركة تلقت ضمانات وتطمينات من الوسطاء الدوليين بشأن إنهاء جولة التصعيد العسكري مع إسرائيل. جاءت هذه التصريحات لترسم الموقف الرسمي للحركة بعد 11 يومًا من المواجهات العنيفة، مؤكدة على أن الاتفاق جاء بناءً على تعهدات تعالج الأسباب التي أدت إلى اندلاع القتال.

تفاصيل الضمانات المعلنة
في مؤتمر صحفي عُقد في غزة، أوضح الحية أن الضمانات التي حصلت عليها حماس لم تقتصر على مجرد وقف الأعمال العدائية، بل امتدت لتشمل القضايا الجوهرية التي فجرت الأزمة في القدس. ووفقًا لتصريحاته، فإن الوسطاء نقلوا تأكيدات بالتزام إسرائيل بوقف إجراءاتها في حي الشيخ جراح ووقف الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى. وأشار إلى أن هذه التطمينات كانت شرطًا أساسيًا لقبول الحركة بالتهدئة، حيث ربطت بشكل مباشر بين وقف إطلاق النار في غزة والأوضاع في مدينة القدس.
- قضية الشيخ جراح: أكد الحية أن الوسطاء تعهدوا بالعمل على وقف إجراءات الإخلاء التي كانت تستهدف عائلات فلسطينية في الحي.
 - المسجد الأقصى: تضمنت الضمانات تعهدًا بكبح جماح القوات الإسرائيلية ومنع تكرار مشاهد الاقتحام التي شهدها المسجد خلال شهر رمضان.
 - مراقبة الالتزام: شدد القيادي في حماس على أن الوسطاء سيعملون على متابعة ومراقبة مدى التزام الجانب الإسرائيلي بهذه التعهدات على الأرض.
 
خلفية الأحداث ودور الوسطاء
جاءت هذه التطورات في أعقاب مواجهة عسكرية بدأت في 10 مايو 2021، واستمرت لمدة 11 يومًا، وشهدت إطلاق آلاف الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، التي ردت بشن غارات جوية مكثفة على القطاع. اندلعت الأزمة على خلفية تصاعد التوتر في القدس الشرقية، وتحديدًا بسبب قضية الإخلاء المحتمل لعائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح والاشتباكات العنيفة التي وقعت داخل باحات المسجد الأقصى بين المصلين والشرطة الإسرائيلية.
وقد لعبت أطراف دولية وإقليمية دورًا محوريًا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 21 مايو 2021. قادت مصر جهود الوساطة بشكل رئيسي، بدعم من قطر والأمم المتحدة. كما مارست الإدارة الأمريكية، تحت قيادة الرئيس جو بايدن، ضغوطًا دبلوماسية مكثفة على الطرفين للتوصل إلى تهدئة، مما يعكس حجم الجهد الدولي الذي بُذل لاحتواء الأزمة ومنع امتدادها.
الأهمية والسياق السياسي
تكتسب تصريحات خليل الحية أهميتها من كونها تمثل الرواية الرسمية لحماس لنهاية المواجهة، حيث سعت الحركة إلى تقديم الاتفاق على أنه انتصار سياسي وميداني للمقاومة الفلسطينية. من خلال ربط القتال في غزة بما يجري في القدس، هدفت حماس إلى تعزيز مكانتها كمدافع عن المدينة ومقدساتها. كما شكلت هذه التصريحات رسالة للداخل الفلسطيني والمجتمع الدولي بأن أي تهدئة مستقبلية يجب أن تأخذ في الاعتبار الأوضاع في القدس والضفة الغربية، وليس فقط في قطاع غزة. وعلى الرغم من هذه التطمينات، بقي الوضع هشًا، حيث إن مدى الالتزام بالضمانات المعلنة ظل محط اختبار في الفترات اللاحقة.




