تصعيد إسرائيلي: غارات جوية تستهدف مواقع حزب الله في جنوب لبنان
شهدت الحدود اللبنانية-الإسرائيلية الخميس، 15 فبراير 2024، تصعيداً ملحوظاً مع إعلان الجيش الإسرائيلي شنه سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. تأتي هذه الضربات في سياق التوترات المتزايدة والمواجهات اليومية التي تشهدها المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة، مما يجدد المخاوف من اتساع رقعة الصراع إقليمياً. وأكدت مصادر إسرائيلية أن هذه الهجمات جاءت رداً على إطلاق صواريخ وتسيير طائرات مسيرة من الأراضي اللبنانية باتجاه الشمال الإسرائيلي في الساعات الماضية.

خلفية التوترات المتصاعدة
لطالما كانت الحدود بين لبنان وإسرائيل نقطة ساخنة تاريخياً، وتفاقمت الأوضاع بشكل كبير منذ أكتوبر 2023 مع بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. انخرط حزب الله، المدعوم من إيران، في تبادل شبه يومي لإطلاق النار مع القوات الإسرائيلية عبر الحدود، معلناً دعمه للمقاومة الفلسطينية في غزة وربطاً لعملياته بوقف الهجوم الإسرائيلي على القطاع. وقد أدت هذه الاشتباكات المتواصلة إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، بالإضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من البلدات الحدودية في كل من جنوب لبنان وشمال إسرائيل، محولةً المنطقة إلى منطقة عسكرية فعلياً. وتضمنت عمليات حزب الله استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية وبنى تحتية مدنية، فيما ردت إسرائيل باستهداف مواقع وبنى تحتية تابعة للحزب في العمق اللبناني أحياناً.
- أكتوبر 2023: بداية تبادل إطلاق النار المكثف بين حزب الله وإسرائيل بالتزامن مع حرب غزة.
- أهداف حزب الله المعلنة: دعم غزة وتخفيف الضغط على حماس، واستنزاف القوات الإسرائيلية.
- الرد الإسرائيلي: استهداف البنية التحتية والمواقع العملياتية التابعة لحزب الله.
- النتائج الإنسانية: نزوح واسع النطاق من البلدات الحدودية على كلا الجانبين.
تفاصيل الغارات الأخيرة
وفقاً لبيان صادر عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، استهدفت الغارات الأخيرة عدة “مواقع إرهابية” وبنية تحتية عسكرية تابعة لحزب الله. وشملت الأهداف المحددة منشآت لتخزين الأسلحة، ومواقع لإطلاق الصواريخ المضادة للدروع والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى مراكز قيادة وتحكم يستخدمها الحزب لإدارة عملياته ضد إسرائيل. وأكد البيان أن الضربات نُفّذت بدقة لتقويض قدرات حزب الله العسكرية ومنع الهجمات المستقبلية على المدنيين الإسرائيليين. وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرها الجيش الإسرائيلي دماراً في المباني والمواقع المستهدفة. حتى لحظة كتابة هذا الملخص، لم ترد تفاصيل فورية عن أعداد الضحايا المحتملين من جانب حزب الله أو المدنيين اللبنانيين، إلا أن مثل هذه الهجمات غالباً ما تتسبب في خسائر بشرية ومادية.
- الزمان: صباح الخميس، 15 فبراير 2024.
- الأهداف: منشآت تخزين أسلحة، مواقع إطلاق صواريخ، مراكز قيادة وتحكم تابعة لحزب الله.
- مبرر إسرائيل: الرد على هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة سابقة من لبنان.
- الأسلحة المستخدمة: طائرات حربية إسرائيلية.
تداعيات وتفاعلات
أثارت هذه الضربات مخاوف دولية متجددة بشأن اتساع رقعة الصراع في المنطقة، خاصة مع استمرار المحاولات الدبلوماسية لاحتواء الوضع. وقد دانت الحكومة اللبنانية، عبر وزارة خارجيتها، الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدة أنها تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية والقانون الدولي، ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها. من جانبها، لم يصدر حزب الله تعليقاً فورياً مفصلاً حول الأضرار أو الضحايا، لكنه غالباً ما يرد على هذه الهجمات بشن ضربات مماثلة على الأراضي الإسرائيلية، مما يشير إلى احتمالية تصعيد آخر في الساعات أو الأيام القادمة. على الصعيد الدولي، دعت الأمم المتحدة والعديد من العواصم الكبرى، مثل واشنطن وباريس، إلى ضبط النفس والعودة إلى التهدئة، محذرة من العواقب الوخيمة لأي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى حرب شاملة لا يريدها أحد في المنطقة التي تعاني بالفعل من عدم الاستقرار.
لماذا تهم هذه التطورات؟
تكتسب هذه الاشتباكات الأخيرة أهمية بالغة لعدة أسباب، وتداعياتها تتجاوز الحدود المباشرة:
- خطر التصعيد الإقليمي: كل غارة أو رد يرفع من احتمالية نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً يصعب احتواؤه، وقد يجر أطرافاً أخرى مثل إيران والولايات المتحدة بشكل مباشر.
- الأزمة الإنسانية: تستمر الأزمة الإنسانية في المناطق الحدودية بالتفاقم مع تزايد أعداد النازحين وتدمير البنية التحتية الحيوية، مما يضغط على جهود الإغاثة الدولية.
- تحدي الاستقرار اللبناني: يفاقم الصراع الوضع الاقتصادي والسياسي الهش في لبنان، الذي يعاني بالفعل من أزمات متعددة، ويهدد بتقويض أي فرص للاستقرار والتعافي.
- الدور الإيراني: تعكس المواجهات استمرار المواجهة بالوكالة بين إيران وإسرائيل، حيث يُعد حزب الله ذراعاً رئيسياً لطهران في المنطقة، مما يؤثر على الأمن الإقليمي وموازين القوى.
- جهود الوساطة الدولية: تُعقد جهود الوساطة التي تبذلها دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا لتحقيق تهدئة على الحدود، وتفرض تحديات جديدة أمام إمكانية التوصل إلى حلول دبلوماسية.
يبقى الوضع على الحدود الجنوبية اللبنانية متوتراً للغاية، مع ترقب ردود فعل الأطراف المعنية والمجتمع الدولي في الأيام القادمة، وسط دعوات ملحة لوقف التصعيد ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تكون مدمرة للجميع.




