تفاصيل الفحص الطبي الذي كشف عن الحالة الصحية لقلب ترامب
خلال فترة رئاسته، كانت الحالة الصحية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب محط اهتمام إعلامي وشعبي واسع. وشكّلت الفحوصات الطبية الرسمية التي أجراها أطباء البيت الأبيض أحداثًا منتظرة، حيث قدمت لمحة نادرة عن اللياقة البدنية والمعرفية للقائد الأعلى. وقدّمت التقارير الصادرة عن هذه الفحوصات، لا سيما تلك التي جرت في عام 2018، صورة مركبة جمعت بين التصريحات الرسمية عن تمتعه بـ"صحة ممتازة" وبيانات سريرية محددة أشارت إلى وجود مخاطر كامنة تتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية.

خلفية الاهتمام بصحة الرئيس
يُعزى الاهتمام الكبير بصحة ترامب إلى كونه أكبر رئيس أمريكي يتولى منصبه في فترة رئاسية أولى، بالإضافة إلى النقاشات العامة حول نظامه الغذائي ومحدودية ممارسته للتمارين الرياضية. لذلك، كانت التقارير الطبية الرسمية وسيلة أساسية لطمأنة الرأي العام بشأن قدرته على تحمل أعباء ومسؤوليات المنصب الرئاسي، الذي يتطلب جهدًا بدنيًا وذهنيًا استثنائيًا.
نتائج فحص عام 2018 والكشف عن وضع القلب
في يناير 2018، عقد طبيب البيت الأبيض آنذاك، الدكتور روني جاكسون، مؤتمرًا صحفيًا مفصلًا أعلن فيه أن ترامب يتمتع بـ"صحة عامة ممتازة". وللتصدي للتكهنات حول قدراته الذهنية، كشف جاكسون أن ترامب خضع لاختبار "مونتريال للتقييم المعرفي" (MoCA) بناءً على طلبه الشخصي، وحقق فيه علامة كاملة بلغت 30 من 30.
ومع ذلك، كانت التفاصيل المتعلقة بصحة قلبه هي التي أثارت الجدل الأكبر. فعلى الرغم من إشادة الطبيب بـ"جيناته الجيدة بشكل لا يصدق"، إلا أن البيانات الطبية أظهرت صورة أكثر تعقيدًا. كان الاكتشاف الأبرز هو نتيجة فحص الكالسيوم في الشريان التاجي (CAC)، والتي بلغت 133. طبيًا، تشير النتيجة التي تتجاوز 100 إلى وجود ترسبات كلسية في الشرايين، مما يعني وجود تصلب متوسط في الشرايين وزيادة في خطر الإصابة بنوبة قلبية في المستقبل. هذا الرقم، الذي اعتبره العديد من الخبراء الطبيين خارج البيت الأبيض مؤشرًا لا يتوافق مع وصف "الصحة الممتازة"، أصبح محور النقاش حول "العمر الحقيقي" أو "العمر البيولوجي" لقلب ترامب.
شملت النتائج الأخرى التي تم الكشف عنها في ذلك الفحص ما يلي:
- الوزن: كان يبلغ وزنه حوالي 108 كيلوغرامات، مما وضعه على حافة تصنيف السمنة وفقًا لمؤشر كتلة الجسم (BMI).
- الكوليسترول: كانت مستويات الكوليسترول لديه تحت السيطرة بفضل تناوله دواء "روسوفاستاتين" (Crestor).
- ضغط الدم: كان ضمن المعدلات الطبيعية.
تطورات لاحقة ومتابعات طبية
في فبراير 2019، أجرى الطبيب الجديد للبيت الأبيض، الدكتور شون كونلي، فحصًا آخر لترامب، وصرح بأنه في "صحة جيدة جدًا". لكن هذا التقرير أشار إلى زيادة في وزنه، مما أدخله رسميًا ضمن فئة السمنة. وبناءً على ذلك، تمت زيادة جرعة دوائه المخصص لخفض الكوليسترول كإجراء وقائي.
وفي نوفمبر 2019، أثارت زيارة غير مجدولة لترامب إلى مركز "والتر ريد" الطبي العسكري الوطني موجة من التكهنات. وبينما أصر البيت الأبيض على أنها كانت جزءًا مبكرًا من فحصه السنوي الروتيني، أدى طابعها المفاجئ وغير المعلن إلى انتشار شائعات حول احتمالية وجود حالة طبية طارئة لم يتم الإفصاح عنها، مما زاد من حدة الجدل حول شفافية صحة الرئيس.
الأهمية في السياق العام
سلطت التقارير المفصلة حول صحة ترامب، وخاصة البيانات الدقيقة المتعلقة بقلبه، الضوء على التوازن الحساس بين حق الرئيس في الخصوصية الطبية وحق الجمهور في معرفة مدى لياقة قائدهم. وأصبحت قصة "العمر الحقيقي" لقلبه، كما كشفها فحص الكالسيوم، رمزًا لهذا التوتر، حيث أظهرت كيف يمكن للبيانات الطبية أن تروي قصة مختلفة عن التصريحات الرسمية العامة. ولا تزال هذه الأحداث تشكل مرجعًا مهمًا في النقاش الدائر حول معايير الشفافية الصحية المطلوبة من الرؤساء والمرشحين للمنصب.





