حقيقة فيديو غضب ترامب المزعوم لعدم فوزه بجائزة نوبل للسلام
انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يزعم أنه يُظهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهو يعبر عن غضبه الشديد لعدم منحه جائزة نوبل للسلام. لكن تحقيقات أجرتها وكالات أنباء ومنصات متخصصة في تقصي الحقائق كشفت أن المقطع مُضلل، حيث تم التلاعب بترجمته لتغيير سياق حديثه بالكامل.

تفاصيل الفيديو المضلل ومحتواه
يُظهر المقطع المتداول، والذي تمت مشاركته على نطاق واسع مصحوبًا بترجمة عربية، الرئيس السابق دونالد ترامب وهو يتحدث بحماس وانفعال أمام حشد من الناس. تدّعي الترجمة المصاحبة للفيديو أن ترامب كان يشتكي بمرارة من قرار لجنة نوبل، معتبرًا أنه كان الأجدر بالجائزة مقارنة بالفائز الفعلي. ساهم هذا المقطع في تعزيز صورة نمطية عن ترامب بأنه مهووس بالتقدير الشخصي، وقد لاقى رواجًا كبيرًا على منصات مثل فيسبوك وتويتر (X)، حيث استغله البعض لتوجيه انتقادات سياسية له.
الكشف عن السياق الحقيقي للخطاب
بعد تتبع مصدر الفيديو، تبيّن أن اللقطات الأصلية مأخوذة من تجمع انتخابي أقامه ترامب في مدينة فالدوستا، جورجيا، بتاريخ 5 ديسمبر 2020. خلال هذا التجمع، لم يأتِ ترامب على ذكر جائزة نوبل للسلام على الإطلاق. كان محور خطابه بالكامل منصبًا على مزاعمه بحدوث تزوير واسع النطاق في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020. كانت الكلمات التي تُرجمت بشكل خاطئ على أنها شكوى من عدم الفوز بالجائزة، هي في الحقيقة تعبير عن استيائه من نتائج الانتخابات التي زعم أنها "سُرقت" منه. لقد كان يوجه حديثه لأنصاره بشأن الإجراءات القانونية والطعون التي كان يعتزم تقديمها، وهو ما يتناقض كليًا مع الادعاءات الواردة في الترجمة المزيفة.
خلفية ترشيح ترامب لجائزة نوبل
لفهم سبب تصديق البعض لهذا الفيديو المفبرك، من المهم الإشارة إلى أن ترامب كان قد رُشّح بالفعل لجائزة نوبل للسلام عدة مرات. جاء أبرز ترشيحاته في عام 2020 تقديرًا لدور إدارته في التوسط لإبرام "اتفاقيات أبراهام"، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، منها الإمارات العربية المتحدة والبحرين. وكان ترامب قد صرح علنًا في مناسبات مختلفة بأنه يعتقد أنه يستحق الجائزة نظير هذه الإنجازات الدبلوماسية. هذا السجل العام لتصريحاته جعل الفيديو المفبرك يبدو ذا مصداقية لبعض المشاهدين الذين لم يكونوا على دراية بالسياق الأصلي للخطاب. يُذكر أن جائزة نوبل للسلام لعام 2020 مُنحت في النهاية إلى برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
تأثير المعلومات المضللة وتحديات مواجهتها
يُعد هذا الحادث مثالًا واضحًا على مدى سهولة التلاعب بالمحتوى المرئي لنشر روايات كاذبة. فبمجرد إضافة ترجمات غير دقيقة، يمكن تحريف معنى الخطاب الأصلي بالكامل ليخدم أجندة معينة. وتُعتبر هذه التقنية فعالة بشكل خاص عند استهداف جمهور يتحدث لغة مختلفة، حيث قد لا يتمكن المشاهدون من التحقق من الكلمات المنطوقة بأنفسهم. يسلط الانتشار السريع لمثل هذه المقاطع الضوء على التحدي المستمر في مكافحة التضليل الرقمي، ويؤكد على أهمية الوعي الإعلامي وضرورة التحقق النقدي من مصادر المعلومات قبل مشاركتها.





