حماس تنفي اتهامات إسرائيل بالمماطلة في إعادة جثث الرهائن وسط تعقيدات المفاوضات
نفت حركة حماس بشكل قاطع الاتهامات الموجهة إليها من قبل إسرائيل بشأن تعمدها "المماطلة" في عملية تسليم جثامين الرهائن الإسرائيليين الذين قضوا خلال فترة احتجازهم في قطاع غزة. ويأتي هذا النفي في خضم مفاوضات حساسة وغير مباشرة تجري بوساطة دولية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن.

خلفية الاتهامات وموقف إسرائيل
صرح مسؤولون إسرائيليون في مناسبات عدة بأن حركة حماس تستخدم قضية جثث الرهائن كورقة ضغط سياسية في المفاوضات الجارية. وتتهم إسرائيل الحركة بتعمد تأخير تقديم معلومات واضحة حول مصير الرهائن المتوفين وأماكن تواجدهم، بهدف الحصول على تنازلات أكبر في المحادثات. ويرى الجانب الإسرائيلي أن هذا التأخير يمثل انتهاكًا للمعايير الإنسانية ويزيد من معاناة عائلات الرهائن التي تنتظر استعادة رفات ذويها لدفنهم.
وتشير التقارير إلى أن هذه الاتهامات تصاعدت بعد تعثر جولات تفاوضية سابقة، حيث تسعى إسرائيل إلى إدراج عودة جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات، كجزء لا يتجزأ من أي اتفاق نهائي.
رد حماس وسياق المفاوضات
من جانبها، رفضت حماس هذه الادعاءات، مؤكدة أن التأخير في تحديد هوية وتسليم الجثامين يعود لأسباب لوجستية وأمنية معقدة على الأرض. وأوضحت مصادر مقربة من الحركة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة تجعل من الصعب الوصول إلى بعض المناطق وتحديد أماكن دفن الرهائن بشكل آمن ودقيق. وتعتبر الحركة أن الاتهامات الإسرائيلية هي محاولة لتحميلها مسؤولية فشل المفاوضات وتشويه صورتها أمام الرأي العام الدولي.
وفقًا لمصادر دبلوماسية مصرية مطلعة على المحادثات التي جرت في القاهرة مؤخرًا، فإن حماس تؤكد أن استكمال هذه العملية يتطلب وقفًا شاملاً لإطلاق النار لتمكين فرقها من القيام بعمليات البحث والنبش والتحقق من الهويات، وهو مطلب أساسي في إطار أي صفقة شاملة.
حادثة الجثة غير المطابقة
أضافت التوترات تعقيدًا جديدًا بعد ورود تقارير عن إعادة جثة تبين لاحقًا أنها لا تعود لرهينة إسرائيلية كما كان يُعتقد في البداية. وقد سلطت هذه الحادثة الضوء على الصعوبات العملية التي تواجه عملية تحديد الهويات في ظل الظروف الراهنة، حيث تفتقر الفرق العاملة على الأرض إلى المعدات اللازمة والظروف الآمنة لإجراء فحوصات دقيقة. واستخدمت إسرائيل هذه الواقعة كدليل إضافي على ما وصفته بـ "عدم جدية" حماس، بينما اعتبرتها الحركة مثالاً على التحديات الميدانية التي تحاول التغلب عليها.
دور الوسطاء والتحديات المستقبلية
تواصل كل من مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، جهود الوساطة المكثفة للتقريب بين وجهات نظر الطرفين. وتعد قضية تسليم جثامين الرهائن إحدى النقاط الشائكة في المحادثات، إلى جانب قضايا أخرى مثل أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، ومدة وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
ويبقى مصير المفاوضات مرهونًا بمدى قدرة الطرفين على تقديم تنازلات حول هذه القضايا الجوهرية. إن حل مسألة جثث الرهائن لا يمثل فقط ضرورة إنسانية ملحة لعائلاتهم، بل يعد أيضًا مؤشرًا مهمًا على إمكانية بناء الثقة اللازمة للتقدم نحو اتفاق أوسع ينهي الصراع الحالي.




