روسيا تعلن حصار آلاف الجنود الأوكرانيين وتتعهد بالسيطرة على شرق كوبيانسك خلال أيام
أعلنت السلطات الروسية عن تحقيق تقدم عسكري كبير في محور مدينة كوبيانسك الاستراتيجية بمقاطعة خاركيف، مؤكدةً أن قواتها تحاصر ما يصل إلى خمسة آلاف جندي أوكراني. وتأتي هذه التصريحات في ظل تكثيف موسكو لعملياتها الهجومية في المنطقة، بهدف استعادة السيطرة على مناطق كانت قد خسرتها في الهجوم الأوكراني المضاد عام 2022.

التطورات الميدانية الأخيرة
وفقًا لتصريحات صدرت مؤخرًا عن مسؤولين معينين من قبل روسيا في مقاطعة خاركيف، أبرزهم فيتالي غانتشيف، فإن القوات الروسية تمكنت من تشكيل "طوق عملياتي" حول مجموعة كبيرة من القوات الأوكرانية في الضفة الشرقية لنهر أوسكيل، الذي يقسم مدينة كوبيانسك. وأضاف المسؤولون أن الهدف الحالي هو إتمام السيطرة على شرق المدينة خلال الأيام القليلة المقبلة، مما يمثل تحولًا كبيرًا في مسار المعارك بهذا القطاع من الجبهة.
في المقابل، نفت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية هذه المزاعم، مؤكدة أن الوضع في محور كوبيانسك "صعب ولكنه تحت السيطرة". وأفادت التقارير الأوكرانية بأن قواتها تواصل صد الهجمات الروسية المتكررة، خاصة بالقرب من قرية سينكيفكا التي تعتبر بوابة استراتيجية للوصول إلى كوبيانسك من الشمال. وأشارت كييف إلى أن روسيا تحشد قوات كبيرة في هذه المنطقة في محاولة لتحقيق اختراق، وتستخدم بشكل مكثف القصف المدفعي والضربات الجوية لدعم هجماتها البرية.
الأهمية الاستراتيجية لكوبيانسك
تحظى مدينة كوبيانسك بأهمية استراتيجية بالغة لكلا الجانبين، مما يفسر شراسة القتال الدائر حولها. وتتمثل أهميتها في عدة نقاط رئيسية:
- مركز لوجستي حيوي: تعد المدينة عقدة سكك حديدية رئيسية، مما يجعلها شريانًا مهمًا لنقل الإمدادات والقوات والمعدات العسكرية. السيطرة عليها ستؤثر بشكل مباشر على القدرات اللوجستية للطرف الآخر في المنطقة.
- بوابة إلى دونباس: السيطرة على كوبيانسك تفتح الطريق أمام القوات الروسية للتقدم جنوبًا نحو منطقة دونباس، وغربًا لتهديد بقية مقاطعة خاركيف.
- قيمة رمزية: استعادت أوكرانيا السيطرة على كوبيانسك في هجومها الخاطف في سبتمبر 2022، وهو ما اعتبر نصرًا كبيرًا. وبالتالي، فإن استعادة روسيا للمدينة سيمثل انتكاسة معنوية لكييف ومكسبًا دعائيًا لموسكو.
خلفية وسياق المعركة
بعد تحريرها من قبل القوات الأوكرانية، ظلت كوبيانسك والمناطق المحيطة بها هدفًا مستمرًا للهجمات الروسية. ومنذ منتصف عام 2023، صعّدت روسيا من ضغطها على هذا المحور، ويعتقد المحللون أن هذا الهجوم يهدف إلى تحقيق عدة أهداف تكتيكية. من أبرز هذه الأهداف هو إجبار أوكرانيا على سحب قوات من محاور هجومها المضاد في الجنوب، مثل زابوريجيا، وتخفيف الضغط على القوات الروسية هناك. وبسبب تصاعد القتال والقصف المستمر، أمرت السلطات الأوكرانية بإجلاء إلزامي للمدنيين من عشرات البلدات والقرى في منطقة كوبيانسك لحماية أرواحهم. وبينما تؤكد روسيا اقترابها من تحقيق نصر كبير، يبقى الوضع الميداني متقلبًا، حيث ستحدد الأيام والأسابيع القادمة مصير هذه المعركة المحورية.





