زيارة السيناتور الأمريكي جيه دي فانس إلى إسرائيل: أجندة اللقاءات وأبرز الملفات
في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد من قبل الحزب الجمهوري الأمريكي بتطورات الشرق الأوسط، أجرى السيناتور الأمريكي البارز عن ولاية أوهايو، جيه دي فانس، زيارة إلى إسرائيل في منتصف شهر مايو 2024. وتأتي هذه الزيارة في وقت حرج، مع استمرار الحرب في قطاع غزة وتزايد النقاش الدولي حول استراتيجية إسرائيل العسكرية، بالإضافة إلى اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما يمنحها أبعاداً سياسية ودبلوماسية هامة.

أهداف الزيارة وسياقها السياسي
هدفت زيارة فانس، الذي يُعد من أبرز حلفاء الرئيس السابق دونالد ترامب وتتردد الأنباء حول كونه مرشحاً محتملاً لمنصب نائب الرئيس، إلى تأكيد الدعم القوي لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس. سعت الزيارة إلى إيصال رسالة واضحة مفادها أن الجناح المؤيد لترامب في الحزب الجمهوري يقف بثبات إلى جانب إسرائيل، وذلك في ظل تباين المواقف مع إدارة الرئيس الحالي جو بايدن التي مارست ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية بشأن قضايا مثل حماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووصلت إلى حد تعليق شحنة أسلحة.
كما اعتبرت الزيارة فرصة للسيناتور فانس لتعزيز خبرته في السياسة الخارجية، والاطلاع بشكل مباشر على تقييمات القادة الإسرائيليين للوضع الأمني والعسكري، وهو ما يعزز من مكانته السياسية على الساحة الوطنية الأمريكية.
لقاءات رفيعة المستوى
خلال زيارته، عقد السيناتور فانس اجتماعات هامة مع شخصيات رئيسية في القيادة الإسرائيلية، مما يعكس الأهمية التي أولاها الجانبان لهذه المحادثات. وكان أبرز هذه اللقاءات:
- لقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: تركز الاجتماع على بحث تطورات الحرب في غزة، والجهود المبذولة لتفكيك قدرات حماس العسكرية، بالإضافة إلى مناقشة التحديات الإقليمية، وعلى رأسها التهديد الإيراني. ويُعتقد أن فانس نقل رسالة دعم من الدائرة المقربة من ترامب لسياسات نتنياهو الحالية.
- اجتماع مع الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس: يحمل هذا اللقاء دلالة خاصة، حيث إن غانتس يُعتبر المنافس السياسي الرئيسي لنتنياهو. حرص فانس على الاجتماع به يُظهر رغبة في فهم مختلف وجهات النظر داخل القيادة الإسرائيلية وعدم حصر التواصل مع طرف واحد، وهي خطوة دبلوماسية تهدف إلى بناء علاقات مع قادة المستقبل المحتملين في إسرائيل.
أبرز الملفات المطروحة على الطاولة
شكلت المحادثات فرصة لمناقشة مجموعة من القضايا الاستراتيجية الملحة التي تواجه إسرائيل والمنطقة، والتي تقع في صميم العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية. ومن أهم هذه الملفات:
استمرارية الحرب في غزة: أكد فانس دعمه لهدف إسرائيل المعلن بالقضاء على حماس، وصرح بضرورة السماح لإسرائيل بـ"إنهاء المهمة". يعكس هذا الموقف تبايناً واضحاً مع إدارة بايدن التي أبدت قلقها من خطط إسرائيل لاجتياح مدينة رفح.
العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: كانت الزيارة بمثابة استعراض للسياسة الخارجية التي قد تتبعها إدارة جمهورية مستقبلية، والتي من المرجح أن تكون أكثر تساهلاً مع القرارات العسكرية الإسرائيلية وأقل تركيزاً على الضغط العلني.
الأمن الإقليمي: نوقشت التهديدات الأوسع في المنطقة، وخصوصاً النفوذ الإيراني وأنشطة وكلائها مثل حزب الله في لبنان. تعد كيفية التعامل مع إيران نقطة خلاف رئيسية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة.
الأهمية والدلالات
تكتسب زيارة السيناتور فانس أهميتها من كونها مؤشراً قوياً على السياسة التي قد تنتهجها الولايات المتحدة في حال عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض. فهي تطمئن القيادة الإسرائيلية الحالية بأن لديها حليفاً قوياً في واشنطن، وفي الوقت نفسه، تسلط الضوء على الانقسام الحزبي المتزايد في أمريكا تجاه الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. كما أنها تمثل جزءاً من الحراك السياسي المبكر المرتبط بالانتخابات الرئاسية لعام 2024، حيث يسعى كل طرف إلى إثبات أنه الحليف الأكثر جدارة بالثقة لإسرائيل.





