سيول تلمح إلى قمة مرتقبة بين ترامب وكيم الأسبوع المقبل
في تصريحات صدرت يوم الجمعة، أشار مسؤول رفيع في حكومة كوريا الجنوبية إلى وجود احتمال كبير لعقد لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال الأسبوع المقبل. وتأتي هذه التلميحات في وقت حساس، حيث تتزايد التكهنات حول إمكانية عقد قمة ثالثة بين الزعيمين بهدف كسر الجمود الذي يخيم على المفاوضات النووية منذ فشل اجتماعهما الأخير في فيتنام.

خلفية المفاوضات المتعثرة
شهدت العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ تحولاً تاريخياً مع عقد القمة الأولى في سنغافورة عام 2018، والتي انتهت ببيان مشترك غامض تعهد فيه الزعيم كيم بـ"العمل نحو نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية". إلا أن هذا الزخم الإيجابي لم يستمر طويلاً، حيث انتهت القمة الثانية التي عقدت في هانوي، فيتنام، في فبراير 2019، بشكل مفاجئ وبدون التوصل إلى أي اتفاق. وكان الخلاف الرئيسي يدور حول مطالب كوريا الشمالية برفع العقوبات الاقتصادية بشكل كبير مقابل تفكيك أجزاء من برنامجها النووي، وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة غير كافٍ.
منذ ذلك الحين، توقفت المحادثات الرسمية بين الجانبين، وعادت بيونغ يانغ إلى إطلاق بعض الصواريخ قصيرة المدى، مما زاد من التوترات في المنطقة وأثار شكوكاً حول مستقبل العملية الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة بدعم من كوريا الجنوبية.
تطورات جديدة في الأفق
تأتي التصريحات الكورية الجنوبية بالتزامن مع استعداد الرئيس ترامب للقيام بزيارة إلى سيول عقب مشاركته في قمة مجموعة العشرين (G20) في أوساكا باليابان. هذا التوقيت أثار تكهنات بأن الزعيمين قد يستغلان وجود ترامب في المنطقة لعقد اجتماع سريع، ربما في المنطقة منزوعة السلاح (DMZ) التي تفصل بين الكوريتين. وتعمل حكومة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن بجد خلف الكواليس لتسهيل مثل هذا اللقاء، إيماناً منها بأن الحوار المباشر بين ترامب وكيم هو السبيل الوحيد لتحقيق تقدم ملموس.
وقد عزز الرئيس ترامب نفسه هذه التكهنات لاحقاً عبر دعوة غير متوقعة، اقترح فيها على الزعيم كيم لقاءه في المنطقة منزوعة السلاح "لمصافحته وقول مرحباً". ورغم أن العرض جاء بشكل غير رسمي، إلا أنه يمثل إشارة واضحة على رغبة ترامب في إعادة إحياء الحوار.
الأهمية الرمزية والاستراتيجية
يحمل أي لقاء جديد بين ترامب وكيم، حتى لو كان قصيراً وغير رسمي، أهمية كبيرة تتجاوز مجرد كونه حدثاً إعلامياً. فهو يمثل فرصة لإعادة بناء الثقة واستئناف المحادثات على مستوى العمل، والتي تعد ضرورية لترجمة التفاهمات السياسية إلى خطوات عملية. ويعتقد المحللون أن اجتماعاً في المنطقة منزوعة السلاح، وهو مكان رمزي للغاية، قد يوفر الدفعة السياسية اللازمة لكلا الجانبين للعودة إلى طاولة المفاوضات. وتشمل الأهداف الرئيسية لمثل هذا اللقاء:
- إعادة تأكيد الالتزامات التي تم التوصل إليها في قمة سنغافورة.
- تحديد مسار واضح لاستئناف المفاوضات على مستوى الخبراء.
- تخفيف حدة التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية.
- إظهار أن الحوار لا يزال الخيار المفضل لحل الأزمة النووية.
وعلى الرغم من التفاؤل الحذر، يبقى نجاح أي لقاء مرهوناً بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية وتجنب تكرار سيناريو قمة هانوي. ففي حين يبحث ترامب عن إنجاز كبير في سياسته الخارجية، يسعى كيم إلى الحصول على ضمانات أمنية وتخفيف للعقوبات لإنعاش اقتصاد بلاده.





