طهران تجدد تأكيدها: لا نسعى لامتلاك أسلحة نووية
جددت إيران تأكيد موقفها الرسمي بعدم السعي لتطوير أو امتلاك أسلحة نووية، مشيرة إلى أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط. تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التوترات مع القوى الغربية والمخاوف الدولية المتزايدة بشأن تقدم قدراتها النووية، خاصة فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم.

خلفية الموقف الإيراني
تستند العقيدة الإيرانية الرسمية في هذا الشأن إلى أساسين رئيسيين: ديني واستراتيجي. السبب الأكثر شيوعًا الذي تقدمه طهران هو فتوى دينية صادرة عن المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، والتي تحرّم إنتاج وتخزين واستخدام أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة النووية، باعتبارها مخالفة لتعاليم الإسلام. وتؤكد الحكومة الإيرانية باستمرار أن هذه الفتوى تمثل التزامًا أخلاقيًا ودينيًا لا يمكن التراجع عنه.
على الصعيد الاستراتيجي، ترى طهران أن امتلاك سلاح نووي لن يعزز أمنها القومي، بل قد يؤدي إلى سباق تسلح خطير في منطقة الشرق الأوسط ويزيد من عزلتها الدولية. وبدلاً من ذلك، تركز على تطوير برنامجها النووي لتلبية احتياجاتها من الطاقة وتطبيقاته في مجالات الطب والزراعة.
التطورات الأخيرة والقدرات التقنية
على الرغم من التأكيدات الرسمية، أثارت التطورات الميدانية في السنوات الأخيرة قلق المجتمع الدولي. فمنذ انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، قلصت إيران التزاماتها بموجب الاتفاق ورفعت بشكل كبير من مستويات تخصيب اليورانيوم.
- وصلت مستويات التخصيب في بعض المنشآت الإيرانية إلى 60%، وهو مستوى قريب جدًا من درجة النقاء اللازمة لصنع سلاح نووي (حوالي 90%).
- أشار مسؤولون إيرانيون في مناسبات مختلفة إلى أن بلادهم تمتلك القدرة التقنية والمعرفة اللازمة لصنع قنبلة نووية إذا ما اتخذت القرار السياسي بذلك، لكنهم يؤكدون أن مثل هذا القرار غير مطروح.
- تستمر الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) بشأن الوصول إلى بعض المواقع وتركيب كاميرات المراقبة، مما يزيد من الشكوك حول شفافية البرنامج.
السياق الدولي وردود الفعل
تتعثر المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي منذ شهور، وسط تبادل الاتهامات بين طهران وواشنطن. وتنظر القوى الغربية، بالإضافة إلى دول إقليمية مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية، بقلق بالغ إلى التقدم الذي أحرزته إيران. وتعتبر إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديدًا وجوديًا لها، ولم تستبعد خيار توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
في المقابل، تؤكد إيران أن أنشطتها تقع ضمن حقوقها السيادية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتطالب برفع جميع العقوبات كشرط للعودة إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها. وفي ظل هذا الجمود، يبقى الوضع متوترًا ومفتوحًا على كافة الاحتمالات، حيث يمثل البرنامج النووي الإيراني أحد أكثر الملفات تعقيدًا وحساسية على الساحة الدولية اليوم.




