غارات إسرائيلية مكثفة تستهدف جميع أنحاء قطاع غزة وتدمر مباني سكنية
شهدت الساعات الأخيرة تصعيداً في العمليات العسكرية الإسرائيلية على امتداد قطاع غزة، حيث تركز القصف الجوي والمدفعي على مناطق في الشمال والوسط والجنوب، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا وتدمير واسع في البنية التحتية والمنازل السكنية. تأتي هذه الهجمات في سياق الحرب المستمرة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، والتي دخلت شهرها التاسع.

التطورات الميدانية الأخيرة
تركزت الغارات الإسرائيلية على عدة محاور رئيسية في القطاع، مما يعكس استراتيجية عسكرية متعددة الجبهات. وقد أفادت مصادر ميدانية وطبية فلسطينية بتصاعد شدة الهجمات في مناطق مكتظة بالسكان والنازحين.
- في شمال غزة: تجدد القصف بشكل عنيف على مخيم جباليا وأحياء في مدينة غزة مثل الزيتون والشجاعية. وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي عاد للعمل في مناطق كان قد أعلن في السابق عن تفكيك القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية فيها، مما يدل على استمرار المواجهات.
- في وسط القطاع: استهدفت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية مخيمات النصيرات والبريج ومدينة دير البلح. وقد أدى القصف إلى تدمير مربعات سكنية بأكملها، ووردت أنباء عن وجود عشرات الضحايا تحت أنقاض المنازل التي تم نسفها.
- في جنوب القطاع: تواصلت العمليات العسكرية في مدينة رفح ومحيطها، خاصة في المناطق الشرقية والوسطى من المدينة القريبة من الحدود المصرية. وأدت الهجمات إلى موجة نزوح جديدة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين كانوا قد لجأوا إلى رفح في وقت سابق من الحرب.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، فإن أعداد القتلى والجرحى في ارتفاع مستمر، مع صعوبات بالغة تواجهها فرق الإنقاذ والدفاع المدني في الوصول إلى الضحايا وانتشال الجثث من تحت الركام بسبب استمرار القصف وتهالك المعدات.
الوضع الإنساني والتأثير على المدنيين
أدت الهجمات الأخيرة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية في القطاع. ومع استهداف المنازل وتدميرها، يزداد عدد النازحين الذين يفتقرون إلى المأوى الآمن والمياه النظيفة والغذاء والدواء. وقد حذرت منظمات إغاثية دولية من أن البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات المتبقية والمدارس التي تؤوي النازحين، تتعرض لضغوط هائلة وخطر الانهيار الكامل. كما أن إغلاق معبر رفح، المنفذ الرئيسي للمساعدات الإنسانية، زاد من تعقيد الوضع، مما يهدد بانتشار المجاعة والأمراض.
خلفية الصراع
تأتي هذه الجولة من القصف كجزء من الحرب التي اندلعت بعد الهجوم الذي قادته حركة حماس على بلدات ومواقع عسكرية في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. رداً على ذلك، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، بهدف معلن هو القضاء على قدرات حماس العسكرية والحكمية وإعادة المحتجزين. ومنذ ذلك الحين، شهد القطاع دماراً غير مسبوق ومستويات عالية من الخسائر في صفوف المدنيين.
التصريحات الرسمية
يؤكد الجيش الإسرائيلي أن عملياته تستهدف البنية التحتية العسكرية والمسلحين التابعين لحركة حماس والفصائل الأخرى، ويتهمها باستخدام المناطق المدنية كغطاء لأنشطتها. في المقابل، تقول السلطات الفلسطينية والمنظمات الحقوقية إن الهجمات الإسرائيلية غالباً ما تكون عشوائية وتتسبب في استهداف مباشر للمدنيين وتدمير متعمد للممتلكات الخاصة، مما يشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.




