غزة تحيي الذكرى الأولى لمقتل قائد حماس يحيى السنوار
في 16 أكتوبر 2025، يمر عام كامل على مقتل القائد السابق لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، في حدث شكّل نقطة تحول رئيسية في مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتأتي هذه الذكرى في ظل أوضاع إنسانية وأمنية معقدة في القطاع، الذي لا يزال يتعافى من آثار الحرب التي أدت إلى مقتله.

خلفية الأحداث
يُعد يحيى السنوار، الذي تولى قيادة حماس في غزة عام 2017، أحد أبرز الشخصيات في الحركة خلال العقدين الماضيين. عُرف بمواقفه المتشددة تجاه إسرائيل وقضى أكثر من عقدين في سجونها قبل إطلاق سراحه في صفقة تبادل أسرى عام 2011. تتهمه إسرائيل بأنه كان العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي أشعل جولة الحرب الأخيرة والأكثر تدميراً في تاريخ الصراع.
بعد أشهر من المطاردة، أعلن الجيش الإسرائيلي في أكتوبر 2024 عن تمكنه من تحديد موقع السنوار في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. ووفقاً للرواية الإسرائيلية، قُتل خلال اشتباك مسلح مع قوة خاصة بعد أن تم رصده في أحد الأنفاق. وقد أكدت حركة حماس مقتله في وقت لاحق، معتبرةً إياه "شهيداً على طريق التحرير".
التطورات بعد عام من مقتله
أثار غياب السنوار عن المشهد تساؤلات حول مستقبل قيادة حماس وقدرتها على إعادة تنظيم صفوفها. خلال العام الماضي، اعتمدت الحركة على قيادة جماعية لإدارة شؤونها العسكرية والسياسية، مع بروز أسماء أقل شهرة لتولي المهام اليومية. يرى محللون أن مقتل السنوار أثّر على مركزية القرار داخل الحركة، لكنه لم يؤدِ إلى انهيارها التنظيمي كما كانت تأمل إسرائيل.
على الصعيد الميداني، يشهد قطاع غزة هدوءاً نسبياً تتخلله توترات متقطعة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وبطء وتيرة جهود إعادة الإعمار. المفاوضات غير المباشرة بشأن وقف إطلاق نار طويل الأمد وتبادل الأسرى لا تزال متعثرة، حيث يتمسك كل طرف بشروطه الأساسية.
فعاليات إحياء الذكرى وردود الفعل
نظمت حركة حماس فعاليات متفرقة في أنحاء قطاع غزة لإحياء الذكرى، تضمنت تجمعات محدودة وبيانات رسمية تشيد بمسيرته. وفي كلمة مسجلة، أكد القيادي في الحركة، خليل الحية، أن الحركة مستمرة على "نهج السنوار في المقاومة".
في المقابل، استغل المسؤولون الإسرائيليون الذكرى للتأكيد على ما وصفوه بـ"نجاح العملية العسكرية" في تحقيق أحد أهدافها الرئيسية. وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن "القضاء على العقل المدبر لهجوم أكتوبر كان ضرورياً لأمن إسرائيل وسيظل رادعاً لكل من يفكر في مهاجمتها".
الأهمية والتأثير
يمثل مقتل يحيى السنوار نهاية حقبة لقائد أثر بشكل عميق على استراتيجيات حماس وعلى ديناميكيات الصراع. وبينما تعتبر إسرائيل مقتله إنجازاً استراتيجياً كبيراً، لا يزال تأثيره طويل الأمد على قوة حماس وقدرتها على شن هجمات موضع نقاش بين الخبراء. تبقى الذكرى الأولى لمقتله مناسبة لتقييم المشهد السياسي والأمني المتغير في غزة والمنطقة، وتذكيراً بفصل دموي من فصول الصراع المستمر.




