غزة: عدد الشهداء يتخطى 67 ألفاً جراء القصف الإسرائيلي المستمر
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن ارتفاع كبير في أعداد ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023. وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن الوزارة، فإن الحصيلة الإجمالية قد تجاوزت 67,194 شهيدًا، بالإضافة إلى تسجيل 169,890 جريحًا، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع. هذه الأرقام تسلط الضوء على شدة الصراع وتأثيره المدمر على السكان المدنيين والبنية التحتية.

خلفية التصعيد العسكري
اندلعت المواجهة الحالية بعد هجوم شنته حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى على مناطق ومواقع عسكرية في محيط قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. ورداً على ذلك، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، بهدف معلن وهو القضاء على قدرات حماس العسكرية واستعادة المحتجزين. ومنذ ذلك الحين، يتعرض قطاع غزة لغارات جوية مكثفة وقصف مدفعي وعمليات برية، مما أدى إلى تصاعد أعداد الضحايا بشكل يومي.
تفاصيل حصيلة الضحايا وتأثيرها
تشير الإحصائيات التي تنشرها الجهات الصحية في غزة إلى أن غالبية الضحايا هم من المدنيين، مع تسجيل نسبة مرتفعة من الأطفال والنساء بين الشهداء. وتواجه المنظمات الدولية صعوبات كبيرة في التحقق من الأرقام بشكل مستقل بسبب كثافة القصف والقيود المفروضة على الحركة داخل القطاع. ومع ذلك، تعتمد وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية على بيانات وزارة الصحة في غزة كمصدر رئيسي لتقدير حجم الخسائر البشرية.
ولا تقتصر الخسائر على الأرواح فحسب، بل تمتد لتشمل أعداداً هائلة من الجرحى الذين يعانون من إصابات خطيرة ومعقدة. ويشكل هذا العدد الكبير من المصابين ضغطاً هائلاً على المنظومة الصحية المنهارة أصلاً، والتي تكافح من أجل تقديم الرعاية الطبية اللازمة في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.
تدهور الأوضاع الإنسانية
يتزامن الارتفاع المستمر في عدد الضحايا مع انهيار شبه كامل للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. فقد أدت العمليات العسكرية إلى تدمير واسع النطاق في البنية التحتية، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس ومحطات تحلية المياه. وأجبر معظم سكان القطاع، الذين يقدر عددهم بأكثر من مليوني نسمة، على النزوح من منازلهم، حيث يعيشون في ظروف مأساوية داخل مراكز إيواء مكتظة أو في العراء.
وتفاقمت الأزمة بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل، والذي يعيق دخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ. وقد حذرت منظمات دولية مراراً من انتشار الأوبئة والمجاعة نتيجة شح المياه النظيفة والغذاء والدواء، مما ينذر بزيادة أعداد الوفيات لأسباب غير مباشرة مرتبطة بالحرب.
المشهد الميداني والمساعي الدبلوماسية
على الصعيد الميداني، تستمر القوات الإسرائيلية في توسيع عملياتها في مناطق مختلفة من القطاع، مما يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا يومياً. وفي المقابل، تتواصل الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ويسمح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام. إلا أن هذه الجهود لم تنجح حتى الآن في تحقيق اختراق حاسم ينهي الصراع.
وقد أثارت الحصيلة المرتفعة للضحايا المدنيين انتقادات دولية واسعة لإسرائيل، مع تزايد الدعوات للتحقيق في انتهاكات محتملة للقانون الدولي الإنساني. وتنظر محاكم دولية، مثل محكمة العدل الدولية، في قضايا مرتبطة بالحرب، مما يضيف بعداً قانونياً وسياسياً للصراع المستمر.




