فصائل فلسطينية تؤيد حملة أمنية في غزة وتدعو للتعاون الشعبي
أعلنت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في بيان صدر مؤخراً عن دعمها الكامل ومساندتها للحملة الأمنية التي أطلقتها وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة. ودعت الفصائل المواطنين إلى إبداء أقصى درجات التعاون مع الأجهزة الأمنية لضمان نجاح الحملة في تحقيق أهدافها المتمثلة في الحفاظ على الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي.

خلفية الحملة وأهدافها
تأتي هذه الحملة الأمنية في سياق جهود مستمرة تبذلها السلطات في غزة لفرض القانون ومواجهة ما تصفه بـ"مظاهر الفوضى والتجاوزات الأمنية". ووفقاً لمصادر أمنية، تهدف الحملة إلى معالجة مجموعة من القضايا التي تؤثر على السلم المجتمعي، بما في ذلك ملاحقة المتورطين في جرائم جنائية، وضبط الأسلحة المنتشرة خارج إطار المقاومة، ومكافحة تجارة المخدرات، وإنهاء الخلافات العائلية التي قد تتطور إلى نزاعات مسلحة. وأكدت وزارة الداخلية أن الإجراءات تستهدف الخارجين عن القانون حصراً، وأنها لن تمس حياة المواطنين الأبرياء، مشددة على أن الحفاظ على أمن الجبهة الداخلية يعد ركيزة أساسية لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
موقف الفصائل وتفاصيل الدعم
في بيانها، شددت فصائل المقاومة على أن استقرار الوضع الأمني في قطاع غزة يمثل "مسؤولية وطنية جماعية". وأوضحت أن دعمها للحملة ينبع من إدراكها لأهمية توفير بيئة آمنة للمواطنين وحماية "ظهر المقاومة". وأثنت الفصائل على جهود الأجهزة الأمنية، مؤكدة على ضرورة أن يتعامل المواطنون بإيجابية مع الإجراءات المتخذة، من خلال الإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة والابتعاد عن نشر الشائعات التي قد تعكر صفو المجتمع. وقد ضم البيان تواقيع من مختلف القوى الوطنية والإسلامية، مما يعكس إجماعاً واسعاً على ضرورة هذه الخطوة لترسيخ حالة الاستقرار في القطاع.
كما تضمنت دعوة الفصائل نداءً للعائلات والعشائر للعب دور مساند في حل النزاعات بالطرق السلمية وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، وذلك للمساهمة في تفكيك بؤر التوتر ومنع استغلالها من قبل جهات معادية تسعى لزعزعة استقرار القطاع.
الأهمية والسياق
يكتسب هذا الإعلان أهمية خاصة كونه يعكس تنسيقاً عالي المستوى بين الجهات الأمنية وفصائل المقاومة في غزة. فدعم الفصائل المسلحة، التي تمتلك نفوذاً كبيراً في الشارع الفلسطيني، يمنح الحملة التي تقودها الأجهزة الحكومية غطاءً سياسياً وشعبياً واسعاً، ويسهل من مهمتها في ظل الظروف المعقدة التي يعيشها القطاع. كما يبعث هذا الموقف الموحد رسالة إلى الداخل والخارج بأن القوى الفلسطينية في غزة متحدة في مواجهة التحديات الأمنية الداخلية، وأنها قادرة على ضبط الأوضاع وفرض سيادة القانون للحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية.




