في خطوة نادرة.. بايدن يشيد بترامب لدوره في اتفاقات التطبيع بالشرق الأوسط
في تطور سياسي لافت، أقر الرئيس الأمريكي جو بايدن بالجهود التي بذلتها الإدارة السابقة بقيادة منافسه دونالد ترامب في إبرام اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، والمعروفة باسم "اتفاقيات أبراهام". جاء هذا الإقرار، الذي وصفه مراقبون بالنادر، خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سبتمبر 2023، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مما سلط الضوء على استمرارية بعض جوانب السياسة الخارجية الأمريكية رغم الانقسام الحزبي الحاد.

خلفية "اتفاقيات أبراهام"
تمثل "اتفاقيات أبراهام" سلسلة من معاهدات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة عام 2020 تحت إدارة الرئيس آنذاك دونالد ترامب. أدت هذه الاتفاقيات إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين إسرائيل وكل من:
- الإمارات العربية المتحدة
- البحرين
- السودان
- المغرب
شكلت هذه الخطوة تحولاً استراتيجياً في دبلوماسية الشرق الأوسط، حيث كسرت الإجماع العربي الذي استمر لعقود وربط تطبيع العلاقات مع إسرائيل بحل القضية الفلسطينية أولاً. وعلى الرغم من أن إدارة بايدن انتقدت العديد من سياسات ترامب، إلا أنها اعتبرت هذه الاتفاقيات إنجازاً إيجابياً وعملت على تعزيزها وتوسيعها.
إشادة في سياق المحادثات السعودية
جاءت تصريحات الرئيس بايدن في وقت كانت إدارته تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة للتوسط في اتفاق تطبيع تاريخي محتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. خلال اجتماعه مع نتنياهو، أشار بايدن إلى أهمية البناء على التقدم الذي تم إحرازه، في إشارة واضحة إلى الاتفاقيات التي رعتها إدارة ترامب. ورغم أنه لم يذكر اسم ترامب صراحة في كل التصريحات، إلا أن الإشادة بـ"العمل الذي تم إنجازه" كان اعترافاً ضمنياً بالأساس الذي وضعه سلفه.
اعتبر المحللون أن هذه الإشارة كانت ضرورية لطمأنة الشركاء الإقليميين، وخاصة إسرائيل، بأن الإدارة الحالية ملتزمة بمسار التكامل الإقليمي الذي بدأ في عهد الإدارة السابقة. كما تعكس هذه الخطوة إدراكاً بأن نجاح المفاوضات مع السعودية يعتمد جزئياً على الزخم الذي ولدته الاتفاقيات السابقة.
الأهمية السياسية والدبلوماسية
تكمن أهمية هذه الإشادة في كونها تأتي من خصم سياسي شرس. لطالما كانت العلاقة بين بايدن وترامب متوترة، وتجنب كل منهما الاعتراف بأي نجاح للآخر. ولهذا السبب، فإن إقرار بايدن، ولو بشكل غير مباشر، بنجاح سياسة ترامب الخارجية يعتبر لحظة نادرة من التقاطع الحزبي في واشنطن.
على المستوى الدبلوماسي، تؤكد هذه الخطوة على أن دعم أمن إسرائيل وتكاملها في المنطقة يمثل سياسة أمريكية مستقرة تحظى بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري. هذا الاستقرار مهم لإسرائيل والدول العربية التي انضمت إلى الاتفاقيات، حيث يبعث برسالة مفادها أن التزامات الولايات المتحدة تجاه هذه العملية لن تتغير بشكل جذري مع تغير الإدارات.





