مصر ترسل معدات إلى غزة للمساعدة في البحث عن جثث المحتجزين بمتابعة أمريكية
في خطوة لافتة ضمن جهود التعامل مع تداعيات الصراع الدائر في قطاع غزة، وردت أنباء في أواخر مايو 2024 عن دخول معدات هندسية مصرية إلى جنوب القطاع. تأتي هذه العملية في سياق الأزمة الإنسانية المستمرة وأزمة المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، وفي ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

تفاصيل العملية وطبيعة المعدات
أفادت تقارير إعلامية متعددة، نقلًا عن مصادر مصرية وإسرائيلية، بأن السلطات المصرية أرسلت معدات ثقيلة متخصصة إلى داخل قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، الذي تسيطر عليه إسرائيل. لم تدخل المعدات عبر معبر رفح الذي كانت تسيطر عليه مصر سابقًا. الهدف المعلن لهذه العملية هو المساعدة في جهود البحث والتنقيب عن جثث محتجزين إسرائيليين يُعتقد أنهم قُتلوا ودُفنوا تحت الأنقاض أو في شبكة الأنفاق المنتشرة في القطاع.
تشمل المعدات التي تم إدخالها ما يلي:
- آليات حفر متطورة ومعدات تنقيب.
 - جرافات ورافعات قادرة على التعامل مع كميات كبيرة من الركام.
 - معدات أخرى يُعتقد أنها قد تساعد في تحديد أماكن محتملة بناءً على معلومات استخباراتية.
 
وتتركز عمليات البحث في مناطق محددة جنوب القطاع، حيث تشير التقديرات والمعلومات الاستخباراتية المشتركة إلى احتمال وجود رفات بعض المحتجزين.
الدور الأمريكي وأهمية التنسيق
تجري هذه العملية الحساسة في ظل تنسيق أمني رفيع المستوى بين مصر وإسرائيل، وبمراقبة ومتابعة حثيثة من الولايات المتحدة. لا يقتصر الدور الأمريكي على المراقبة السلبية، بل يشمل، بحسب مصادر، تسهيل الاتصالات بين القاهرة وتل أبيب وضمان أمن الفرق العاملة على الأرض. يُنظر إلى المشاركة الأمريكية كعامل ضمان لجميع الأطراف، وكجزء من الجهود الدبلوماسية الأوسع التي تبذلها واشنطن لاحتواء الصراع والتوصل إلى حل لأزمة المحتجزين.
الأهمية والسياق الأوسع
تكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة لعدة أسباب. أولاً، هي تمثل تعاونًا ميدانيًا نادرًا ومعلنًا بين مصر وإسرائيل داخل قطاع غزة في مهمة إنسانية وأمنية معقدة. ثانيًا، تعكس حجم الضغوط الداخلية والدولية للتعامل مع ملف المحتجزين، الذي يُعد أحد أكثر جوانب الصراع حساسية. ثالثًا، قد تمثل هذه العملية بادرة لبناء الثقة قد تساهم في تحريك المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل وحركة حماس. ومع ذلك، تبقى العملية محفوفة بالمخاطر والتحديات، أبرزها الوضع الأمني الهش في غزة وحجم الدمار الهائل الذي يجعل من مهمة البحث عن أي رفات أمرًا بالغ الصعوبة.





