مناورات جوية صينية فوق البحر الأحمر تثير تساؤلات حول قدرات الرصد الغربية
وفقاً لتقارير وتحليلات عسكرية صدرت مؤخراً، نفذت القوات الجوية الصينية عملية عبور جوي استراتيجي فوق البحر الأحمر، حيث عبر سرب من مقاتلاتها المتقدمة باتجاه الأراضي المصرية للمشاركة في تدريبات مشتركة. وقد أثارت هذه الخطوة اهتماماً واسعاً في الأوساط العسكرية الدولية نظراً لطبيعتها الجريئة في منطقة تُعتبر ذات أهمية حيوية وتخضع لمراقبة غربية مكثفة.

خلفية الحدث وتفاصيل العملية
تأتي هذه التحركات في إطار المناورات العسكرية المشتركة بين الصين ومصر، والتي تحمل اسم "نسور الحضارة 2025". وبحسب المعلومات المتداولة، شمل السرب الصيني أكثر من 12 طائرة عسكرية متنوعة، من بينها ست مقاتلات حديثة، وخمس طائرات نقل استراتيجي، بالإضافة إلى طائرة مروحية. ويُنظر إلى هذه المشاركة على أنها استعراض لقدرة الصين على تنفيذ عمليات بعيدة المدى ونشر قواتها الجوية خارج نطاقها الجغرافي التقليدي، مما يعكس تطوراً ملحوظاً في قدراتها اللوجستية والعملياتية.
الأبعاد الاستراتيجية والرسائل السياسية
تكمن الأهمية الكبرى لهذه العملية في وقوعها فوق مياه البحر الأحمر، وهو ممر ملاحي استراتيجي تنتشر فيه قواعد عسكرية أمريكية وغربية، وتغطيه شبكة واسعة من أنظمة الرادار والمراقبة المتقدمة. وتشير التقارير إلى أن السرب الصيني تمكن من قطع مسافة طويلة تتجاوز 7000 كيلومتر والعبور عبر هذه المنطقة الحساسة دون أن يتم رصده من قبل أنظمة المراقبة الأمريكية أو الإسرائيلية. ويرى محللون أن هذا الأمر، إن صحت تفاصيله، يمثل رسالة استراتيجية واضحة موجهة للولايات المتحدة وحلفائها، مفادها أن النفوذ الصيني لم يعد يقتصر على الجانب الاقتصادي، بل امتد ليشمل قدرات عسكرية قادرة على العمل في مناطق نفوذ غربية تقليدية.
تساؤلات حول فعالية أنظمة الرصد الغربية
يطرح العبور المزعوم دون اكتشاف تساؤلات جدية حول كفاءة وقدرات منظومات الرصد والمراقبة التي تديرها الدول الغربية في المنطقة. فإذا تمكنت طائرات صينية من التحليق عبر هذا المجال الجوي المحصن، فإن ذلك قد يشير إما إلى وجود ثغرات تقنية في هذه الأنظمة، أو إلى تطور كبير في تقنيات التخفي التي تستخدمها الطائرات الصينية. وفي كلتا الحالتين، يعتبر الحدث اختباراً حقيقياً للهيمنة الجوية التي حافظت عليها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لعقود. وفي حين لم يصدر تعليق رسمي من واشنطن، فقد أشار بعض المراقبين إلى احتمالية وجود تفاهمات غير معلنة سمحت بهذا التحرك لتجنب التصعيد، وهو تحليل يظل في دائرة التكهنات.
في المحصلة، يعكس هذا التطور التحولات العميقة في موازين القوى العالمية، ويبرز الدور المتنامي للصين كقوة عسكرية عالمية تسعى لتأكيد حضورها في مناطق استراتيجية حول العالم، مستفيدة من علاقاتها المتينة مع دول محورية مثل مصر.





