ميريام أديلسون: الطبيبة التي أصبحت من أكبر المتبرعين للجمهوريين وداعمي ترامب
برز اسم ميريام أديلسون بقوة في الأوساط السياسية الأمريكية، ليس فقط كوريثة لثروة زوجها الراحل، قطب الكازينوهات شيلدون أديلسون، بل كقوة مؤثرة وواحدة من أكبر المانحين الماليين للحزب الجمهوري والمرشحين المحافظين، وعلى رأسهم الرئيس السابق دونالد ترامب. تجمع أديلسون بين خلفيتها كطبيبة متخصصة في علاج الإدمان ودورها كشخصية محورية في تمويل السياسات اليمينية في الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يجعلها شخصية ذات نفوذ كبير في تشكيل المشهد السياسي الحالي.
خلفية مهنية وشخصية
وُلدت ميريام فاربستين في تل أبيب عام 1945 خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين. درست الطب في جامعة تل أبيب وتخصصت في الطب الباطني، ولاحقًا في جامعة روكفلر بنيويورك، ركزت أبحاثها على علاج إدمان المخدرات. وفي عام 1991، تزوجت من شيلدون أديلسون، رجل الأعمال الذي بنى إمبراطورية "لاس فيجاس ساندز". وقد أسسا معًا عيادات لعلاج الإدمان في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يعكس اهتمامها العميق بمجالها الطبي حتى مع انخراطها المتزايد في عالم السياسة.
إرث من النفوذ المالي والسياسي
على مدى عقود، شكّل الزوجان أديلسون ثنائيًا لا يستهان به في عالم التبرعات السياسية. فقد ضخا مئات الملايين من الدولارات لدعم مرشحي الحزب الجمهوري والقضايا المحافظة. كان دافعهما الأساسي هو دعمهما الراسخ لإسرائيل وسياساتها الأمنية، بالإضافة إلى تبنيهما لمواقف متشددة تجاه إيران. وقد تجاوز تأثيرهما مجرد التمويل، حيث كانا يلعبان دورًا استشاريًا غير رسمي للعديد من الشخصيات السياسية البارزة، بما في ذلك الرئيس ترامب.
يُعزى إلى نفوذهما المالي والسياسي تحقيق عدد من الأهداف السياسية التي طالما دعماها، ومن أبرزها:
- نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، وهي خطوة تاريخية أشاد بها ترامب علنًا، منوهًا بدور عائلة أديلسون في تحقيقها.
- انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018.
- دعم سياسات توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
استمرار التأثير بعد رحيل شيلدون أديلسون
بعد وفاة زوجها في يناير 2021، تولت ميريام أديلسون السيطرة الكاملة على إمبراطورية الأعمال والمؤسسات الخيرية، بالإضافة إلى إدارة التوجهات السياسية للعائلة. وعلى عكس التوقعات التي رجحت انحسار دورها، عززت ميريام مكانتها كواحدة من أهم الممولين في السياسة الأمريكية. استمرت في تقديم تبرعات ضخمة لدعم المرشحين الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، وأصبحت الجهة التي يسعى كبار السياسيين لنيل رضاها ودعمها.
علاقة وثيقة بترامب ودعم متجدد
كانت العلاقة بين عائلة أديلسون ودونالد ترامب وثيقة للغاية خلال فترة رئاسته. فبالإضافة إلى الدعم المالي الهائل لحملاته الانتخابية، منح ترامب ميريام أديلسون وسام الحرية الرئاسي في عام 2018، وهو أعلى تكريم مدني في البلاد، تقديرًا لإنجازاتها في مجال الطب والأعمال الخيرية. وقد أشاد ترامب بها وبزوجها في مناسبات عديدة، معتبرًا إياهما من أكبر الداعمين لإسرائيل في العالم.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024، عادت الأنظار لتتجه نحو أديلسون. وتشير تقارير إخبارية صدرت مؤخرًا إلى أنها تخطط لضخ عشرات الملايين من الدولارات، وربما أكثر، لدعم حملة ترامب الانتخابية والمجموعات السياسية الداعمة له. هذا الدعم المالي يُعتبر حيويًا للحملة الجمهورية، ويؤكد من جديد على أن نفوذ أديلسون لم يتضاءل، بل ربما أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.





