هجوم روسي بطائرة مسيرة على دنيبرو يخلف قتيلة و11 جريحاً
في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، استيقظ سكان مدينة دنيبرو الصناعية في وسط أوكرانيا على وقع انفجارات عنيفة، نتيجة هجوم جديد شنته القوات الروسية باستخدام طائرات مسيرة. وأعلنت السلطات المحلية الأوكرانية أن الهجوم أسفر عن مقتل سيدة وإصابة ما لا يقل عن 11 شخصاً آخرين، من بينهم طفلان، في حلقة جديدة من مسلسل استهداف المناطق السكنية البعيدة عن خطوط الجبهة المباشرة.

تفاصيل الهجوم والأضرار
وفقاً لبيانات هيئة الطوارئ الحكومية وحاكم الإقليم، فإن إحدى الطائرات المسيرة الهجومية تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية وضربت بشكل مباشر مبنىً سكنياً شاهقاً مكوناً من تسعة طوابق. تسبب الاصطدام في تدمير جزء كبير من الطوابق العليا، مما أدى إلى انهيار هياكل وشقق سكنية واشتعال النيران. وعملت فرق الإنقاذ والإطفاء لساعات طويلة في الظلام وسط الأنقاض بحثاً عن ناجين وإخلاء السكان العالقين.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها من موقع الحادث حجم الدمار الهائل، حيث تحولت شقق سكنية إلى ركام، وتضررت سيارات كانت متوقفة في محيط المبنى. وأكدت السلطات أن عمليات البحث والإنقاذ استمرت طوال اليوم للكشف عن ضحايا محتملين تحت الأنقاض، فيما تم نقل الجرحى إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، وتراوحت إصاباتهم بين الخطيرة والمتوسطة.
- الهدف: مبنى سكني مدني في منطقة مكتظة بالسكان.
- السلاح المستخدم: طائرات مسيرة هجومية من طراز "شاهد" إيرانية الصنع، والتي تستخدمها روسيا بشكل مكثف في هجماتها.
- الخسائر البشرية الأولية: مقتل امرأة في العقد الخامس من عمرها، وإصابة 11 مدنياً بينهم طفلان.
في سياق الحرب المستمرة
يأتي هذا الهجوم ضمن استراتيجية روسية ممنهجة تهدف إلى إرهاب السكان المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية في المدن الأوكرانية الكبرى. وتُعد دنيبرو، وهي مركز صناعي ولوجستي مهم، هدفاً متكرراً للضربات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيرة منذ بداية الغزو الشامل في فبراير 2022. تهدف هذه الهجمات إلى استنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية ونشر الخوف، بالإضافة إلى محاولة شل قدرة أوكرانيا على دعم قواتها في الجبهة.
وقد كثفت روسيا من استخدام الطائرات المسيرة من طراز "شاهد" في الأشهر الأخيرة، نظراً لتكلفتها المنخفضة نسبياً وقدرتها على التحليق لمسافات طويلة، مما يسمح بإطلاقها في أسراب كبيرة لمحاولة إرباك وإشباع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية. وعادة ما يتم شن هذه الهجمات خلال الليل للاستفادة من صعوبة الكشف البصري عنها.
ردود الفعل والتداعيات
ندد المسؤولون الأوكرانيون بشدة بالهجوم، واصفين إياه بأنه "عمل إرهابي" وجريمة حرب أخرى ترتكبها روسيا. وأكد حاكم مقاطعة دنيبروبتروفسك، سيرهي ليساك، أن "العدو يواصل ترويع المدنيين الأبرياء"، مشدداً على أن الهجوم استهدف منطقة سكنية بحتة لا تضم أي منشآت عسكرية.
من جانبه، غالباً ما يجدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أعقاب مثل هذه الهجمات، دعواته للشركاء الغربيين لتسريع وتيرة إمداد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي متطورة، مثل أنظمة "باتريوت"، لتعزيز قدرتها على حماية سمائها ومدنها من هذا النوع من التهديدات. وفي المقابل، تواصل موسكو نفيها استهداف المدنيين بشكل متعمد، وتصر على أن ضرباتها تستهدف فقط البنية التحتية العسكرية أو المنشآت ذات الصلة بالجهد الحربي الأوكراني.
إن تكرار هذه المآسي يسلط الضوء على الحاجة الماسة لزيادة الدعم الدولي لأوكرانيا، ليس فقط على المستوى العسكري، بل أيضاً على المستوى الإنساني لمساعدة المتضررين وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.




