هجوم روسي واسع النطاق يستهدف منشآت الطاقة الأوكرانية ويسبب أضراراً جسيمة
أعلن مسؤولون أوكرانيون، صباح يوم السبت، أن روسيا شنت هجوماً جديداً واسع النطاق خلال الليل استهدف منشآت حيوية في قطاع الطاقة في مناطق متعددة من البلاد. وأكد وزير الطاقة الأوكراني، جيرمان غالوشينكو، أن الهجوم المركب الذي استخدم الصواريخ والطائرات المسيرة، تسبب في إلحاق أضرار بالبنية التحتية للطاقة، مما يمثل استمراراً للحملة الروسية الممنهجة التي تهدف إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا.

تفاصيل الهجوم وتداعياته المباشرة
وفقاً للجيش الأوكراني، استخدمت القوات الروسية مزيجاً من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة من طراز "شاهد" في هذا الهجوم الذي استمر لساعات. وأفادت شركة الطاقة الوطنية "أوكرينيرغو" بأن الهجوم ألحق أضراراً بمعدات في منشآتها الواقعة في خمس مناطق على الأقل، هي: زابوريجيا، ودنيبروبتروفسك، ودونيتسك، وكيروفوهراد، وإيفانو فرانكيفسك. وعلى الرغم من أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكنت من اعتراض عدد كبير من المقذوفات، إلا أن الصواريخ والمسيرات التي اخترقت الدفاعات تسببت في أضرار كبيرة.
نتيجةً للأضرار التي لحقت بمحطات التوليد وأنظمة النقل، اضطرت السلطات إلى تطبيق انقطاعات طارئة ومجدولة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد بهدف الحفاظ على استقرار الشبكة. كما أعلنت شركة DTEK، أكبر شركة خاصة للطاقة في أوكرانيا، عن تعرض اثنتين من محطاتها الحرارية لأضرار بالغة، مما يزيد من الضغط على نظام الطاقة الذي يعاني بالفعل من نقص حاد في قدرات التوليد.
السياق الأوسع للحملة الروسية
يأتي هذا الهجوم ضمن إطار حملة روسية متصاعدة بدأت في مارس 2024، وتركز بشكل خاص على تدمير قدرات أوكرانيا على توليد الكهرباء. تختلف هذه الاستراتيجية عن الهجمات التي شنتها روسيا في شتاء 2022-2023، والتي استهدفت بشكل أساسي محطات التحويل وشبكات التوزيع. يرى الخبراء أن الهدف الحالي هو إحداث ضرر طويل الأمد يصعب إصلاحه بسرعة، مما قد يؤدي إلى أزمة طاقة حادة مع اقتراب فصل الشتاء المقبل وزيادة الطلب خلال فصل الصيف.
ردود الفعل والمناشدات الدولية
جددت القيادة الأوكرانية إدانتها لهذه الهجمات، واصفة إياها بأنها "إرهاب طاقة" يستهدف المدنيين والبنية التحتية الحيوية. وفي أعقاب الهجوم الأخير، كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولون آخرون دعواتهم العاجلة للشركاء الدوليين لتزويد أوكرانيا بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة. وتتركز المطالب بشكل خاص على أنظمة مثل صواريخ "باتريوت"، التي تعتبر ضرورية لحماية المدن الكبرى والمنشآت الاستراتيجية من الهجمات الجوية الروسية المعقدة. وتؤكد كييف أن تعزيز دفاعاتها الجوية هو السبيل الوحيد لصد هذه الحملة وحماية استقرار قطاع الطاقة في البلاد.




