أسعار الذهب المحلية تقفز 55 جنيهاً يوم الثلاثاء تأثراً بالتوترات بين الولايات المتحدة والصين
شهدت أسواق الذهب في مصر اليوم، الثلاثاء، ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، حيث قفز سعر جرام الذهب بمقدار 55 جنيهاً مصرياً دفعة واحدة في كافة الأعيرة. ويأتي هذا الارتفاع الكبير مدفوعاً بشكل أساسي بتصاعد التوترات الجيوسياسية على الساحة العالمية، وتحديداً بين الولايات المتحدة والصين، مما عزز من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

تفاصيل حركة الأسعار في السوق المصرية
انعكست الزيادة بوضوح على أسعار التداول للمستهلكين، وسجلت الأعيرة المختلفة مستويات جديدة. وقد جاءت الأسعار المحدثة بعد القفزة الأخيرة على النحو التالي:
- بلغ سعر جرام الذهب من عيار 21، وهو الأكثر شيوعاً وتداولاً في مصر، حوالي 3160 جنيهاً للجرام، مقارنة بأسعار أمس.
- وصل سعر جرام الذهب من عيار 24، الذي يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة السبائك، إلى ما يقارب 3611 جنيهاً للجرام.
- سجل سعر جرام الذهب من عيار 18، المنتشر في تصميمات المشغولات الذهبية الحديثة، نحو 2709 جنيهات للجرام.
- أما سعر الجنيه الذهب، الذي يزن 8 جرامات من عيار 21، فقد ارتفع ليسجل حوالي 25280 جنيهاً، دون احتساب تكاليف المصنعية أو الدمغة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأسعار هي الأسعار المعلنة من قبل شعبة الذهب وقد تختلف بشكل طفيف بين التجار المختلفين بناءً على هوامش الربح وتكاليف المصنعية المضافة على المشغولات.
الأسباب العالمية وراء ارتفاع الأسعار
يعتبر الذهب تاريخياً أحد أهم الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون لحماية ثرواتهم خلال فترات الاضطرابات السياسية والاقتصادية. عندما تزداد المخاطر في الأسواق العالمية، يميل المستثمرون إلى بيع الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات، والتوجه لشراء الذهب، مما يؤدي إلى زيادة الطلب عليه وبالتالي ارتفاع سعره العالمي.
الارتفاع الذي شهده السوق المحلي اليوم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتطورات الأخيرة في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. أدت التصريحات المتبادلة والمخاوف من تجدد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم إلى حالة من القلق في الأسواق العالمية. هذا التوتر دفع سعر الأونصة في البورصات العالمية إلى الارتفاع، وهو ما ينعكس مباشرة على الأسعار في الأسواق المحلية حول العالم، بما في ذلك مصر.
العوامل المؤثرة على سعر الذهب محلياً
لا يتحدد سعر الذهب في مصر بناءً على عامل واحد، بل هو نتاج تفاعل عدة عناصر رئيسية. العامل الأول والأكثر تأثيراً هو السعر العالمي للأونصة بالدولار الأمريكي. العامل الثاني هو سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك المحلية والسوق الموازية، حيث يتم تسعير الذهب المستورد بناءً على قيمته بالعملة الأجنبية. وأخيراً، تلعب عوامل العرض والطلب داخل السوق المحلي دوراً في تحديد السعر النهائي للمستهلك.
في الحالة الراهنة، كان المحرك الأساسي للقفزة السعرية هو العامل العالمي، حيث أدى التوتر بين واشنطن وبكين إلى صعود سعر الأونصة، مما استدعى تعديل الأسعار المحلية لتتماشى مع التكلفة الجديدة.





