إسرائيل: الجثة المستعادة من غزة تعود لعامل أجنبي
أكدت السلطات الإسرائيلية أن جثة تم استعادتها من قطاع غزة خلال عملية عسكرية خاصة تعود لعامل أجنبي، وليس لمواطن إسرائيلي كما رجحت بعض التقارير الأولية. وجاء هذا التوضيح ليضع حداً للتكهنات حول هوية الشخص الذي تم انتشال جثمانه، مسلطاً الضوء على البعد الدولي لضحايا هجمات السابع من أكتوبر.
تفاصيل العملية وهوية الضحية
في إعلان صدر في منتصف شهر ديسمبر 2023، كشف الجيش الإسرائيلي عن نجاح قواته، بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، في استعادة جثمان من قطاع غزة. بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة والتعرف على الهوية، تبين أن الجثة تعود للشاب التنزاني جوشوا موليل. كان موليل طالبًا في مجال الزراعة ويشارك في برنامج تدريبي في إحدى المزارع بكيبوتس نحال عوز بالقرب من الحدود مع غزة.
وفقًا للمعلومات الرسمية، قُتل موليل خلال هجوم السابع من أكتوبر الذي شنه مسلحو حماس على الكيبوتس، وتم نقل جثمانه إلى داخل القطاع. استندت عملية تحديد موقع الجثمان واستعادته إلى معلومات استخباراتية دقيقة، وجرت كجزء من الجهود المستمرة التي يبذلها الجيش الإسرائيلي لتحديد أماكن المحتجزين وإعادة جثامين القتلى.
السياق وخلفية الأحداث
تأتي هذه العملية في سياق الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، والتي اندلعت عقب هجمات السابع من أكتوبر. أسفرت تلك الهجمات عن مقتل ما يقرب من 1200 شخص في إسرائيل واحتجاز حوالي 240 آخرين كرهائن في غزة. من بين الضحايا والمحتجزين كان هناك عدد كبير من المواطنين الأجانب من جنسيات مختلفة، بما في ذلك عمال زراعيون من تايلاند والنيبال والفلبين، بالإضافة إلى طلاب ومواطنين من دول أخرى.
أعلنت إسرائيل أن هدفين رئيسيين لعمليتها العسكرية في غزة هما القضاء على قدرات حماس العسكرية وإعادة جميع المحتجزين. وتُعتبر عمليات استعادة الجثامين جزءاً أساسياً من هذه المهمة، حيث تولي السلطات الإسرائيلية أهمية كبرى لما تعتبره واجباً أخلاقياً تجاه إعادة جميع الضحايا إلى عائلاتهم لدفنهم.
ردود الفعل والتداعيات
بعد التعرف رسمياً على جثمان موليل، تم إبلاغ عائلته في تنزانيا بالخبر المأساوي، مما أنهى حالة عدم اليقين التي عاشوها لأسابيع. يسلط هذا الحادث الضوء على أن ضحايا الصراع لم يقتصروا على الإسرائيليين والفلسطينيين فقط، بل شملوا أيضاً أفراداً من مجتمعات دولية كانوا يعملون ويعيشون في المنطقة.
كما أكدت هذه الواقعة على صعوبة وتعقيد عمليات تحديد هويات الضحايا والمحتجزين في ظل الظروف الراهنة. وتنظر القوات الإسرائيلية إلى كل عملية استعادة ناجحة، سواء لشخص على قيد الحياة أو لجثمان، على أنها إنجاز عملياتي ومعنوي مهم في خضم الصراع المستمر.
عمليات استعادة أخرى
تزامنت عملية استعادة جثمان جوشوا موليل مع عمليات أخرى مماثلة في نفس الفترة تقريباً. ففي نفس الأسبوع من شهر ديسمبر 2023، أعلن الجيش الإسرائيلي أيضاً عن استعادة جثامين عدد من المحتجزين الإسرائيليين، من بينهم إيليا توليدانو، ورون شيرمان، ونيك بايزر. عكست هذه العمليات المتتالية التحديات الكبيرة التي تواجه جهود الإنقاذ والمخاطر التي يتعرض لها المحتجزون المتبقون في القطاع.




