إسرائيل تعلن عن آلية مشتركة مع واشنطن لمراقبة مساعدات غزة
أعلنت إسرائيل عن تأسيس آلية تنسيق مشتركة مع الولايات المتحدة لمراقبة والإشراف على عملية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة. يأتي هذا التطور في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع وتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لضمان وصول المساعدات الكافية والآمنة إلى المدنيين الفلسطينيين بعد أشهر من الحرب.
خلفية الأزمة الإنسانية
منذ اندلاع الصراع الأخير، يواجه قطاع غزة وضعاً إنسانياً كارثياً، حيث حذرت منظمات الأمم المتحدة مراراً من مجاعة وشيكة ونقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء. وقد واجهت عمليات إيصال المساعدات تحديات لوجستية وأمنية هائلة، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى شمال القطاع، وتدمير البنية التحتية، وحوادث أمنية أدت إلى مقتل مدنيين وعاملين في المجال الإنساني. وقد أثارت هذه الظروف انتقادات دولية واسعة، خاصة من الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لإسرائيل، التي طالبت باتخاذ إجراءات فورية وملموسة لتحسين الوضع.
تفاصيل الآلية المشتركة
تهدف الآلية الجديدة، التي ستشرف عليها وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (COGAT) بالتعاون مع مسؤولين أمريكيين، إلى تحسين عملية إدخال وتوزيع المساعدات. وبحسب التصريحات الإسرائيلية، فإن الهدف الأساسي هو التأكد من أن المساعدات تصل مباشرة إلى السكان المدنيين وليس إلى حركة حماس. ومن المتوقع أن تشمل مهام هذا الفريق المشترك ما يلي:
- تنسيق دخول الشاحنات عبر المعابر البرية المتاحة.
- مراقبة عمليات التوزيع داخل القطاع لمنع أي استيلاء على المساعدات.
- تحديد وتأمين ممرات إنسانية آمنة لضمان حركة قوافل المساعدات دون عوائق.
- العمل على حل المشكلات اللوجستية التي تعترض عمل المنظمات الإنسانية الدولية.
لم يتم الكشف عن تفاصيل دقيقة حول طبيعة الدور الأمريكي على الأرض، لكن من المرجح أن يتركز على المراقبة والتنسيق والدعم الفني، بدلاً من المشاركة المباشرة في عمليات التوزيع.
السياق الأمريكي الأوسع
تأتي هذه الخطوة في سياق جهود أمريكية مكثفة للتعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة. فقد أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن في وقت سابق عن خطط لإنشاء رصيف بحري مؤقت قبالة سواحل غزة لتسهيل وصول المساعدات عن طريق البحر، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات إنزال جوي للمساعدات. يُظهر الإعلان عن الآلية المشتركة مستوى جديداً من الانخراط الأمريكي المباشر في إدارة الجانب الإنساني من الصراع، ويعكس محاولة واشنطن ممارسة نفوذها لضمان حماية المدنيين وتجنب تفاقم الكارثة الإنسانية.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكمن أهمية هذا الإعلان في كونه يمثل استجابة مباشرة للضغوط الدولية، وقد يساهم، في حال تطبيقه بفعالية، في زيادة حجم المساعدات الواصلة إلى غزة وتنظيم توزيعها بشكل أفضل. كما أنه يعكس ديناميكية العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، حيث تسعى واشنطن لتحقيق توازن بين دعمها لإسرائيل وأهدافها الأمنية، وبين مسؤوليتها في التخفيف من المعاناة الإنسانية. ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول مدى فعالية هذه الآلية في ظل الظروف الأمنية المعقدة على الأرض، ومدى قبولها من قبل الأطراف الفلسطينية والمنظمات الإغاثية التي طالما طالبت بوقف إطلاق النار كشرط أساسي لعملية إنسانية ذات معنى.





