المصارع جي آنجلو هانكوك: رحلة من اتهامات بالتحرش في فرنسا إلى تمثيل الولايات المتحدة أولمبياً
واجه المصارع الأمريكي البارز، جي آنجلو هانكوك، أحد أبرز نجوم المصارعة الرومانية في الولايات المتحدة، تحديًا كبيرًا في مسيرته الرياضية خلال عام 2021، وذلك على خلفية اتهامات خطيرة بالاعتداء الجنسي وجهت إليه في فرنسا. أثارت هذه القضية جدلاً واسعاً، خاصة مع تزامنها مع استعداداته للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، لكنه تمكن في النهاية من مواصلة مسيرته وتمثيل بلاده في أكبر محفل رياضي عالمي.

خلفية القضية وتفاصيل الاتهامات
يُعد جي آنجلو هانكوك من المواهب الصاعدة في عالم المصارعة الرومانية، حيث حقق نجاحات لافتة أهلته ليكون ضمن أبرز المرشحين لتمثيل الولايات المتحدة. بدأت الأزمة في أوائل عام 2021 عندما كان هانكوك يتدرب في فرنسا كجزء من استعداداته للأولمبياد. خلال تلك الفترة، تقدمت مصارعة فرنسية شابة بشكوى رسمية تتهمه فيها بالاعتداء الجنسي. وبناءً على الشكوى، فتحت السلطات الفرنسية تحقيقًا جنائيًا في الواقعة، مما ألقى بظلال من الشك حول مستقبل المصارع الشاب.
التطورات القانونية والرياضية
كانت التداعيات الأولية للاتهام سريعة وحاسمة على الصعيد الرياضي في فرنسا. فقد قرر الاتحاد الفرنسي للمصارعة منعه من الوصول إلى مراكز التدريب التابعة له. وفي الولايات المتحدة، تولى المركز الأمريكي لرياضة آمنة (U.S. Center for SafeSport)، وهو الهيئة المستقلة المسؤولة عن التحقيق في قضايا سوء السلوك والاعتداء في الأوساط الرياضية الأولمبية، مسؤولية النظر في القضية. من جانبه، نفى هانكوك جميع الاتهامات الموجهة إليه بشكل قاطع. بعد مراجعة أولية للأدلة المتاحة، قرر المركز الأمريكي عدم فرض قيود مؤقتة على هانكوك تمنعه من المنافسة، مما فتح له الباب للمشاركة في التصفيات الأولمبية الأمريكية، وهو قرار كان محورياً في مسيرته.
العودة للمنافسات وتمثيل المنتخب الأمريكي
على الرغم من أن التحقيق الفرنسي كان لا يزال جاريًا، فإن قرار المركز الأمريكي لرياضة آمنة سمح لهانكوك بخوض التصفيات الأولمبية في أبريل 2021. نجح هانكوك في تقديم أداء قوي والفوز بمقعد في المنتخب الأمريكي للمصارعة للمشاركة في أولمبياد طوكيو في فئة وزن 97 كجم. أثار اختياره للمنتخب نقاشًا واسعًا في الأوساط الرياضية، لكن الاتحاد الأمريكي للمصارعة واللجنة الأولمبية الأمريكية التزما بقرار الهيئة المستقلة. شارك هانكوك بالفعل في أولمبياد طوكيو، ورغم عدم فوزه بميدالية، إلا أن مجرد وجوده على البساط الأولمبي كان بمثابة تتويج لرحلة مليئة بالتحديات القانونية والنفسية.
الأهمية والسياق العام للقضية
سلطت قضية هانكوك الضوء على التعقيدات التي تواجهها الهيئات الرياضية الدولية عند التعامل مع اتهامات جنائية ضد رياضييها، خاصة عندما تمتد عبر ولايات قضائية متعددة. كما أبرزت التوازن الدقيق بين مبدأ "المتهم بريء حتى تثبت إدانته" وسياسات الحماية والسلامة التي تتبناها المنظمات الرياضية. استمر هانكوك في مسيرته الرياضية بعد الأولمبياد، مواصلاً تمثيل الولايات المتحدة في بطولات دولية أخرى، بينما بقيت قضيته مثالاً على كيفية تأثير الادعاءات الخطيرة على حياة الرياضيين المحترفين حتى قبل صدور أي حكم قضائي نهائي.





